حتى تنصروا، فيعلقون في أعناقهم الصلبان ويدخلونهم. فإذا بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح، فيقول أصحاب القائم: لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا. قال فيدفعونهم إليهم. فذلك قوله تعالى " لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون ". قال: يسألهم عن الكنوز وهو أعلم بها، قال: فيقولون:
يا ويلنا إنا كنا ظالمين. فما زالت تلك دعواهم، حتى جعلناهم حصيدا خامدين.
بالسيف " البحار ج 52 ص 377.
ومعنى إذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان: أن أصحاب المهدي عليه السلام يحشدون قواتهم في مواجهة الروم ويهددونهم. والمقصود ببني أمية أصحاب السفياني كما نصت على ذلك أحاديث أخرى. ويبدو أنهم وزراؤه وقادة جيشه، وأن لهم أهمية سياسية كبيرة، ولذلك تصل قضيتهم إلى حد تهديد المهدي وأصحابه للروم بالحرب إذا لم يسلموهم إياهم.
محاولة إعطائه الطابع الديني لحركته وهو أمر طبيعي بملاحظة المد الاسلامي الذي يتعاظم إلى ظهور المهدي عليه السلام. وبملاحظة أن حركته أصلا خطة رومية يهودية لمواجهة الرايات السود والمد الاسلامي. والمتتبع لاخبار السفياني يجد الأدلة والإشارات على محاولته هذه. منها ما في مخطوطة ابن حماد ص 75 أن السفياني " شديد الصفرة به أثر العبادة " مما يعني أنه يظهر بمظهر المتدين، ولكن ذلك يكون أول أمره فقط كما يذكر حديث آخر. وقد يستشكل في وجه الجمع بين ذلك وبين كونه متنصرا يحمل الصليب في عنقه عندما يأتي من بلاد الروم، ولكن ما نراه من حالة السياسيين العملاء للغرب يرفع الاشكال، حيث يعيش بعضهم مع النصارى حتى لا يكاد يتميز عنهم، وقد