القدس. ثم تزايد النفوذ الروسي في بلاد الشام والعالم الاسلامي.
لذلك يبادرون إلى اختيار زعيم قوي يستطيع أن يخضع المنطقة المحيطة بإسرائيل لسيطرته اخضاعا كاملا، ومن ثم يقوم بدوره الهام الذي ليس هو تقوية خط الدفاع (العربي) عن إسرائيل والغرب فقط، بل يطلقون يده في غزو العراق واحتلاله من أجل إيقاف الخطر الإيراني لأصحاب الرايات السود. كما يطلقون يده في إسناد حكومة الحجاز الضعيفة والقضاء على الحركة الأصولية الجديدة التي لم تكن بالحسبان، حركة الإمام المهدي عليه السلام في مكة المكرمة.
هذه الاعتبارات التي تذكرها الأحاديث صراحة أو تشير إليها تساعد على فهم السرعة والعنف اللذين تتحدث عنهما روايات حركة السفياني.
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال " السفياني من المحتوم، وخروجه من أوله إلى آخره خمسة عشر شهرا. ستة أشهر يقاتل فيها. فإذا ملك الكور الخمس، ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوما " البحار ج 52 ص 248.
والكور الخمس هي دمشق والأردن وحمص وحلب وقنسرين التي كانت مراكز لحكم منطقة سوريا والأردن ولبنان. وقد نصت الأحاديث على دخول الأردن فيها، أما لبنان فقد كان جزءا من بلاد الشام وتابعا لكورها الخمس، فلا يبعد شمول حكم السفياني له. ولكن بعض الروايات تستثني من حكم السفياني طوائف من المقيمين على الحق يعصمهم الله من الخروج معه، كما سيأتي، قد يكون أهل لبنان منهم.
وتحدد الأحاديث وقت حركته بأنه يكون في شهر رجب، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال " ومن المحتوم خروج السفياني في رجب " البحار ج 52 ص 249، وهذا يعني أن خروجه يكون قبل ظهور المهدي عليه السلام بنحو ستة أشهر، لأنه عليه السلام يظهر في مكة في ليلة العاشر أو