وغيرها أنهما سفياني أول وثان. وقد يفهم من بعضها أنهم ثلاثة. وقد ذكرت أن المذموم الذي يفعل الأفاعيل هو السفياني الثاني، وأن الأول يموت بعد يسيطر على بلاد الشام، ويخوض معركة قرقيسيا، ويغزو العراق وينهزم هناك أمام جيش الإيرانيين أصحاب الرايات السود.
فيموت في رجوعه إلى الشام من قرحة تصيبه، ويستخلف السفياني الثاني الذي يواصل مهمته.
وان صحت هذه الأحاديث، فيكون السفياني الأول زعيما سيئا ممهدا للسفياني الأصلي الموعود، كما يمهد اليماني والخراسانيون أصحاب الرايات السود للمهدي عليه السلام. قال ابن حماد في مخطوطته ص 78 " قال الوليد: " يستقبل السفياني فيقاتل بني هاشم، وكل من نازعه من الرايات الثلاث وغيرها، فيظهر عليهم جميعا. ثم يسير إلى الكوفة، ويخرج بني هاشم إلى العراق. ثم يرجع من الكوفة فيموت في أدنى الشام، ويستخلف رجلا آخر من ولد أبي سفيان تكون الغلبة له، ويظهر على الناس. وهو السفياني " ويشبه ذلك في تعدد السفياني ما رواه في ص 60 و 74 وغيرها.
بداية حركة السفياني ومراحلها الظروف المذكورة في الأحاديث تقتضي لحركة السفياني أن تكون عنيفة وسريعة، أو بالتعبير السياسي المتعارف: در اماتيكية دموية.
فالوضع العالمي الذي تصل فيه درجة الصراع بين الدول الكبرى إلى حد الحرب. ووضع بلاد الشام الذي تمخضه فتنة فلسطين مخض " الماء في القربة " ويعاني من الضعف والانقسام. والاهم من ذلك في نظر الروم واليهود وصول المد الاسلامي وقوات الإيرانيين إلى حدود فلسطين وأبواب