عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٨٦
الأصح) ولتصيرن الكوفة أربعة وخمسين ميلا، ولتجاورن قصورها قصور كربلاء وليصيرن الله كربلا، معقلا ومقاما تختلف إليه الملائكة والمؤمنون، وليكونن لها شأن من الشأن " البحار ج 53 ص 11 - 12.
و " مجلس حكمه " أي مجلسه للمراجعات والحكم بين الناس، في مسجد الكوفة الفعلي، أو في مسجد الجمعة الكبير الذي يبنيه.
" وموضع خلواته الذكوات البيض " أي موضع اعتكافه للعبادة الربوات البيضاء قرب النجف وهي الغري والغريين. وأربعة وخمسين ميلا: أي تصير مساحة الكوفة أو طولها نحو مئة كيلومتر.
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال " يبني في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب، وتتصل بيوت الكوفة بنهري كربلاء والحيرة، حتى يخرج الرجل على بغلة سفواء يريد الجمعة فلا يدركها " الغيبة للطوسي ص 280، والسفواء الخفيفة السريعة، أي يركب وسيلة خفيفة سريعة فلا يدرك صلاة الجمعة، لأنه لا يجد موقفا فارغا ومحلا للصلاة.
والأحاديث عن التطور المعنوي والمادي في العراق مركز عاصمته عليه السلام كثيرة، لا يسع المجال ذكرها.
وبتصفية المهدي عليه السلام العراق وضمه إلى دولته وجعله عاصمتها، تكون دولته قد شملت اليمن والحجاز وإيران والعراق، ومعها بلاد الخليج. وبذلك يتفرغ لأعدائه الخارجيين، فيبدأ أولا بالترك فيرسل لهم جيشا فيهزمهم. ثم يتوجه بنفسه على رأس جيشه إلى الشام حتى ينزل " مرج عذراء " قرب دمشق استعدادا لخوض المعركة مع السفياني واليهود والروم، معركة فتح القدس الكبرى، كما سيأتي في أحداث حركة ظهوره عليه السلام.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»