عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٤٠
طاغيتهم السفياني وخدمته لأعدائهم. لذلك يقوى فيهم تيار حب المهدي والميل إليه، والتذمر من السفياني وسياساته.
بل المرجح عندي أن حركة شعبية واسعة النطاق موالية للمهدي عليه السلام تقوم في سوريا والأردن ولبنان وفلسطين. لان الأحاديث الشريفة تذكر أن المهدي عليه السلام يزحف بجيشه إلى بلاد الشام حتى يعسكر في " مرج عذراء " الذي هو ضاحية من ضواحي دمشق لا يبعد عنها أكثر من ثلاثين كيلومترا. وهو يدل على الأقل على أن السفياني يعجز عن حفظ حدوده، وعن مقاومة الزحف المبارك. بل تذكر الأحاديث أن السفياني يخلي عاصمته دمشق نفسها ويتراجع إلى داخل فلسطين، ويتخذ من " وادي الرملة " عاصمة أو مقرا لقيادته، التي ورد أن قوات الروم أو مارقة الروم تنزل فيها.
كما ذكرت الأحاديث أن المهدي عليه السلام يتأنى في خوض المعركة، ويبقى فترة في ضاحية دمشق حيث ينضم إليه أبدال أهل الشام ومؤمنوها من بقي منهم لم يلتحق به. وأنه عليه السلام يطلب من السفياني أن يلتقي به شخصيا للحوار، فيلتقيان فيؤثر عليه المهدي فيبايعه السفياني، وينوي أن يستقيل ويسلمه المنطقة ولكن أقاربه، ومن وراءه يوبخونه بعدها ويردونه عن عزمه!
إن هذه الظواهر وغيرها مما نقرؤه في أحاديث المهدي قبيل معركة فتح القدس وتحرير فلسطين، لا تفسير لها بالحساب الطبيعي والسياسي إلا ضعف شعبية السفياني في بلاد الشام، ووجود تيار شعبي مؤيد للمهدي عليه السلام.
بل تشير بعض الروايات إلى أن الامر يصل إلى حد أن بعض قوات السفياني وقطعات جيشه يبايعون المهدي عليه السلام وينضمون إليه،
(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»