عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٥١
وجود حالة إسلامية متفاقمة، وأنه يحدث في مصر تغيير داخلي يرتبط بوضع خارجي من الحرب والسلم.
ومنها، حديث غلبة القبط على أطراف مصر، فعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في علامات ظهور المهدي عليه السلام " وغلبة القبط على أطراف مصر " بشارة الاسلام ص 42 نقلا عن المناقب لابن شهرآشوب.
وقد يكون ذلك والمقصود فيما رواه ابن حماد في مخطوطته ص 78 عن أبي ذر رحمه الله قال " ليخرجن من مصر الامن. قال خارجة قلت لأبي ذر: فلا إمام جامع حين يخرج. قال: لا، بل تقطعت أقرانها " وما رواه عن كعب أيضا قال " لتفتن مصر فت البعرة ".
والحاصل من ذلك أن أقباط مصر يثيرون فتنة فيها، ويخرجون عن سلطة دولتها، ويسيطرون على بعض أطرافها، فيسبب ذلك ضعفا في وضع مصر الامني والاقتصادي. ومن الطبيعي أن يكون ذلك بتحريك أعداء المسلمين من الخارج حيث لم يعهد لأقباط مصر في تاريخهم تحرك هام ضد المسلمين إلا بمساعدة خارجية، كما حدث في حملات الصليبيين، وكما هو الحال في عصرنا الحاضر.
أما وقت ذلك فلا تشير له الروايات المذكورة وأمثالها، ولكن تقول رواية أخرى عن حذيفة رحمه الله " إن مصر أمنت من الخراب حتى تخرب البصرة " بشارة الاسلام ص 28 نقلا عن ابن عربي في كتابه " محاضرة الأبرار " وفيها أيضا " وخراب مصر من جفاف النيل ".
والظاهر أن خراب البصرة الموعود في عصر الظهور يقع بعد قيام دولة الممهدين الإيرانيين، أو بعد احتلال السفياني للعراق في سنة ظهور المهدي عليه السلام.
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»