عصر الظهور - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ١٣٩
جنود السفياني) فإذا بلغه ذلك بعث جيشا عظيما إلى إصطخر. فيلتقي هو (أي السفياني باعتبار قواته) والمهدي والهاشمي ببيضاء إصطخر فيكون بينهما ملحمة عظيمة حتى تطأ الخيل الدماء إلى أرساغها ".
وتذكر الرواية الأولى التأثير الكبير الذي يكون لهزيمة جيش السفياني في معركة الأهواز هذه، في تفجير التيار الموالي للمهدي في شعوب المسلمين، حيث يتحركون للالتحاق بالمهدي عليه السلام ومبايعته " فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه ".
وأيا تكن روايات معارك السفياني في العراق بعد الخسف بجيشه في الحجاز، فإن مما لاشك فيه أنه يدخل بعدها في مرحلة التراجع والهزيمة. ويصبح همه المحافظة على منطقة حكمه بلاد الشام، وتقوية الخط الدفاعي الأخير عن فلسطين والقدس، والاستعداد لمواجهة زحف قوات المهدي عليه السلام.
ولا تذكر له الروايات معارك أخرى مع المهدي وأنصاره سوى معركة الفتح الكبرى، فتح القدس وتحرير فلسطين، التي يكون فيها نهايته وهزيمة حلفائه اليهود والروم.
السفياني في معركة فتح القدس يظهر من أحاديث هذه المعركة العظيمة أن السفياني يعاني من عدة مشكلات والحمد لله. أولها ضعف شعبيته في بلاد الشام. فأيا كانت القوى والظروف المساندة لحكم السفياني فإن أهل بلاد الشام مسلمون. وهم يرون آيات المهدي عليه السلام وكراماته، ويرون هزائم
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»