وكانت الخطة المثلى التي لا بدل عنها للوضع الحربي الراهن. وهكذا انكشف الحسن في رسم خططه الحربية، عن القائد الملهم الذي يحسن فنون الحرب كما كان يصطلح عليها عصره أفضل احسان. ودلت خطواته المتدرجة في سبيل مقاومته لعدوه سواء في اختيار الوقت أو في اختيار المواقع أو في تسيير الجيوش، على مواهب عسكرية ممتازة، كانت كفاء ما رزق من مواهب في سياسته وفي اخلاصه وفي تضحيته.
* * * ونظر عن يمينه وعن شماله، وتصفح - مليا - الوجوه التي كانت تدور حوله من زعماء شيعته ومن سراة أهل بيته، ليختار منهم قائد " مقدمته " التي صمم على ارسالها إلى مسكن، فلم ير في بقية السيوف من كرام العشيرة وخلاصة الأنصار، أكثر اندفاعا للنصرة ولا اشد تظاهرا بالاخلاص للموقف من ابن عمه (عبيد الله (1) بن عباس بن عبد المطلب) و (قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري) و (سعيد بن قيس الهمداني) - رئيس