الخلافة، ثم تكون ملكا عضوضا ثم تكون جبروتا وفسادا في الأرض، وكان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) ".
وجاء محمد بن عقيل - أخيرا - فكتب كتابه الجليل " النصائح الكافية لمن يتولى معاوية " وهو بحق: القول الفصل في موضوع معاوية، وقد طبع الكتاب مرتين، فليراجع.
* * * وفي اباء التشريع الاسلامي مثل هذه الخلافة - أولا -.
وفي المخالفات الصلع التي ثبتت على معاوية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم - ثانيا -.
وفي انكار قادة الرأي المسلمين عليه - في مختلف العصور الاسلامية - ادعاءه الخلافة - ثالثا - ما يكفينا مؤنة البحث في موضوع (معاوية والخلافة).
وكذلك كان الحسن نفسه بعد تسليم الامر لمعاوية، صريحا في نفي الخلافة عنه، شأنه في ذلك شأن سائر القادة من المسلمين. فقال في خطابه يوم الاجتماع في الكوفة: " وان معاوية زعم أني رأيته للخلافة أهلا ولم أر نفسي لها أهلا، فكذب معاوية. نحن أولى الناس بالناس في كتاب الله عز وجل وعلى لسان نبيه ". وسيأتي ذكر خطابه هذا في [الفصل 18].
وقال في خطاب آخر له - بعد الصلح - وكان معاوية حاضرا: " وليس الخليفة من دان بالجور وعطل السنن واتخذ الدنيا أبا وأما، ولكن ذلك ملك أصاب ملكا يمتع به، وكان قد انقطع عنه، واستعجل لذته وبقيت عليه تبعته، فكان كما قال الله جل وعز: وان أدري لعله فتنة ومتاع إلى حين (2) ".
* * *