صلح الحسن (ع) - السيد شرف الدين - الصفحة ٢٣١
وحسينا عليهم السلام؟ وما يدرينا بماذا نقم الناس على أهل البيت فنالوا منهم كما شاء معاوية أن ينالوا؟!.
ربما يكون قد أقنعهم بأن عليا وأولاده، هم الذين حاربوا النبي صلى الله عليه وآله ابان دعوته، وأنهم هم الذين حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله، وهم الذين ألحقوا العار بالنسب، وهم الذين نقضوا المواثيق وحنثوا بالايمان، وقتلوا كبار المسلمين صبرا، ودفنوا الأبرياء أحياء، وصلوا الجمعة يوم الأربعاء (1).
وربما يكون قد أطمعهم دون أن يقنعهم، وربما يكون قد أخافهم دون أن يطمعهم، فكان ما أراد " وارتقى بهم الامر في طاعته إلى أن جعلوا لعن علي سنة ينشأ عليها الصغير ويهلك الكبير (2) ". والمرجح أن معاوية هو الذي فضل تسمية هذه البدعة " بالسنة " فسماها معه المغرورون بزعامته والمأخوذون بطاعته كما أحب، وظل الناس بعده على بدعته. إلى أن ألغاها عمر بن عبد العزيز - " وأخذ خطيب جامع (حران) يخطب ثم ختم

(١) يراجع عن هذا مروج الذهب (ج ٢ ص ٧٢) وعن غيره مما ذكر قبله، المصادر التي أشرنا إليها آنفا عند ذكر بعض هذه الحقائق، والمصادر التي سنذكرها في فصل الوفاء بشروط الصلح فيما يأتي، عند ذكرنا للبعض الآخر.
(٢) مروج الذهب (ج ٢ ص ٧٢).
ولنتذكر هنا، أن عليا عليه السلام سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين، فنهاهم، وقال لهم: " اني اكره لكم أن في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا تكونوا سبابين ولكنكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصوب ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله، ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به... " - النهج: (ج ١ ص ٤٢٠ و ٤٢١). - وجاء يوما رسول معاوية إلى الحسن عليه السلام وكان فيما قال له: " أسأل الله ان يحفظك ويهلك هؤلاء القوم ". فقال له الحسن: " رفقا لا تخن من ائتمنك، وحسبك ان تحبني لحب رسول الله (ص) ولأبي وأمي، ومن الخيانة ان يثق بك قوم وأنت عدو لهم وتدعو عليهم.. ". الملاحم والفتن (ص 143 طبع النجف).
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 225 226 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»