صلح الحسن (ع) - السيد شرف الدين - الصفحة ٢٣٠
علي وأولاده المطهرين عليهم السلام.
ويظهر أنه كان ثمة أربعة أهداف تكمن وراء هذه الحملة.
1 - شل الكتلة الشيعية - وهي الكتلة الحرة - والقضاء تدريجيا على كل منتم إلى التشيع وتمزيق جامعتهم.
2 - خلق الاضطرابات المقصودة في المناطق المنتمية لأهل البيت والمعروفة بتشيعها لهم، ثم التنكيل بهؤلاء الآمنين بحجة تسبيب الشغب.
3 - عزل أهل البيت عن العالم الاسلامي، وفرض نسيانهم على المسلمين الا بالذكر السيئ، والحؤول - بكل الوسائل - دون تيسر النفوذ لهم، ثم العمل على إبادتهم من طريق الغيلة.
4 - تشديد حرب الأعصاب.
ولمعاوية في الميدان الأخير جولات ظالمة سيطول حسابها عند الله عز وجل كما طال حسابها في التاريخ، وسيجرنا البحث إلى عرض نماذج منها عند الكلام على مخالفاته لشروط الصلح، وهو مكانها من الكتاب.
وكان من أبرز هذه الجولات في سبيل مناوأته لعلي وأولاده ولمبادئهم وأهدافهم، أنه فرض لعنهم في جميع البلدان الخاضعة لنفوذه، بما ينطوي تحت مفاد " اللعن " من انكار حقهم، ومنع رواية الحديث في فضلهم، وأخذ الناس بالبراءة منهم فكان - بهذا - أول من فتح باب اللعن في الصحابة، وهي السابقة التي لا يحسده عليها مسلم يغار على دينه، وتوصل إلى استنزال الرأي العام على ارادته في هذه الأحدوثة المنكرة " بتدابير محبوكة " تبتعد عن مبادئ الله عز وجل، بمقدار ما تلتحم بمبادئ معاوية.
وان من شذوذ أحوال المجتمع، أنه سريع التأثر بالدعاوات الجارفة القوية - مهما كان لونها - ولا سيما إذا كانت مشفوعة بالدليلين من مطامع المال ومطامع الجاه.
وما يدرينا بم رضي الناس من معاوية، فلعنوا معه عليا وحسنا
(٢٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 228 229 230 231 232 233 234 235 ... » »»