حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٧٣
ان العمل لإعاشة العيال جهاد في سبيل الله وشرف يكتسبه العامل ومجد يفخر به.
تمامية العقل:
قال (عليه السلام): لا يتم عقل امرئ مسلم حتى يكون فيه عشر خصال:
الخير منه مأمول والشر منه مأمون يستكثر قليل الخير من غيره ويستقل كثير الخير من نفسه لا يسأم من طلب الحوائج إليه ولا يمل من طلب العلم طول دهره الفقر في الله أحب إليه من الغنى والذل في الله أحب إليه من العز في عدوه والخمول أشهى إليه من الشهرة ".
ثم قال (عليه السلام): العاشرة وما العاشرة؟ قيل له: ما هي؟
قال (عليه السلام): لا يرى أحدا إلا قال: هو خير مني وأتقى انما الناس رجلان: رجل خير منه وأتقى ورجل شر منه وأدنى، فإذا لقي الذي شر منه وأدنى قال: لعل خير هذا باطن وهو خير له وخيري ظاهر وهو شر لي وإذا رأى الذي هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به فإذا فعل ذلك فقد علا مجده وطاب خيره وحسن ذكره وساد أهل زمانه " (1).
حقا ان من يتصف بهذه الصفات العشر فقد كمل ايمانه وكمل عقله وكان على اتصال وثيق بالله تعالى فيعزه ويعلي ذكره في الدنيا وبمنحه الدرجات العليا يوم القيامة.
حقيقة التوكل على الله:
سأله رجل عن قول الله تعالى: (ومن يتوكل على الله هو حسبه) (2) فقال (عليه السلام): التوكل درجات: منها أن تثق به في أمرك كله فيما فعل بك فما فعل بك كنت راضيا وتعلم أنه لم يألك إلا خيرا ونظرا وتعلم أن الحكم في ذلك له فتوكل عليه بتفويض ذلك إليه ومن ذلك الايمان بغيوب الله التي لم يحط علمك بها فوكلت علمها إليه والى أمنائه عليها ووثقت به فيها وفي غيرها (3).

(١) تحف العقول: (ص ٤٤٣) (٢) سورة الطلاق: آية ٣.
(٣) تحف العقول: (ص 443).
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»
الفهرست