" أي شئ تريدون أن تكونوا ملوكا؟ أيسركم أن تكونوا مثل طاهر (1) وهرثمة (2) وانكم على خلاف ما أنتم عليه؟ ".
فانبرى أحدهما قائلا:
لا والله ما سرني أن لي الدنيا بما فيها ذهبا وفضة وإني على خلاف ما أنا عليه - يعني منحرفا عن أهل البيت -.
فقال (عليه السلام):
ان الله يقول: (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور) (3).
أحسن الظن بالله فان من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه ومن رضي بالقليل من الرزق قبل منه اليسير من العمل ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤونته ونعم أهله وبصره الله داء الدنيا ودواءها وأخرجه منها سالما إلى دار السلام " (4) لقد أوصاهما الإمام (عليه السلام) بالقناعة التي هي كنز لا يفنى وعرفهما أنهما يملكان ما هو أثمن وأغلى من الذهب والفضة وهو الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) الذي هو من أعظم نعم الله على عباده المخلصين.
د - المساواة بين الغني والفقير:
وأوصى الامام أصحابه بالمساواة بين الغني والفقير بالسلام فقد قال:
من لقي فقيرا مسلما فسلم عليه خلاف سلامه على الغني لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان (5).
ومثلت هذه الوصية الأخلاق العظيمة عند أهل البيت (عليهم السلام) الذين خلقهم الله رحمة لعباده، فقد الزموا شيعتهم بالمساواة بين أبناء المسلمين حتى بالسلام وكرهوا التمايز بينهم.