حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٠
له معنى الربوبية إذ لا مربوب (1) وحقيقة الإلهية إذ لا مألوه (2) ومعنى العالم، ولا معلوم، ومعنى الخالق ولا مخلوق، وتأويل السمع ولا مسموع، ليس منذ خلق استحق معنى الخالق، ولا باحداثه البرايا استفاد معنى البارئية، كيف ولا تغيبه من، ولا تدنيه قد، ولا تحجبه لعل، ولا توقته متى، ولا تشمله حين، ولا تقارنه مع (3) انما تحد الأدوات أنفسها، وتشير الآلة إلى نظائرها (4) وفي الأشياء يوجد أفعالها (5) منعتها قد الأزلية (6) وجنبتها لولا التكملة افترقت فدلت على مفرقها، وتباينت فأعربت عن مباينها لما تجلى صانعها للعقول، وبها احتجب عن الرؤية، وإليها تحاكم الأوهام، وفيها أثبتت غيره (7) ومنها أنيط الدليل، وبها عرفها الاقرار، وبالعقول يعتقد التصديق بالله، وبالاقرار يكمل الايمان به، ولا ديانة إلا بعد المعرفة، ولا معرفة إلا بالاخلاص ولا اخلاص مع التشبيه، ولا نفي مع أثبات الصفات للتشبيه (8) فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه، وكل ما يمكن فيه من صانعه لا تجري عليه الحركة والسكون، وكيف يجري عليه ما هو أجراه، أو يعود إليه ما هو ابتدأه إذا لتفاوتت ذاته، ولتجزأ كنهه، ولامتنع من الأزل معناه.

(1) المراد ان كل صفة كمالية في الوجود ثابته له تعالى بذاته إذ أنها حاصلة له من غيره وهذا مفاد " ان الواجب الوجود لذاته واجب لذاته من جميع الوجوه ".
(2) المراد انه تعالى هو المالك للتصرف، والعبد مألوه له تعالى يتصرف في شؤونه.
(3) المراد انه كيف لا يستحق الخالق ان يكون قبل الخلق والحال انه تغيبه من التي هي لابتداء الزمان عن فعله أي يكون فعله متوقفا على زمان حتى يكون غاليا عن فعله بسبب عدم الوصول بذلك الزمان، منتظرا لحضور ابتدائه، كما لا تقربه التي هي لتقريب زمان الفعل فلا يقال: قد قرب وقت فعله، لأنه لا ينتظر وقتا ليفعل فيه، بل كل الأوقات سواء بالنسبة إليه، ولعل لا تحجبه عن مراده لعل التي هي للترجي لأنه إذ يترجى شيئا، وانما أمر إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون كما لا توقته في مبادئ أفعاله متى، فلا يقال: متى علم متى قدر لان صفاته الكمالية ومبادئ أفعاله، أزلية كوجوده كما لا تشمله ولا تحدده ذاتا وصفة وفعلا (حين) لأنه فاعل الزمان، كما لا تقارنه بشئ (مع) إذ ليس معه شئ ولا في مرتبته شئ، ومن كان كذلك فهو خالق بارئ قبل الخلق.
(4) المراد انما يتقيد في الفعل والتأثير بالأدوات أمثالها في المحدودية والجسمانية.
(5) الأمور الممكنة هي التي تتأثر وتؤثر بالآلات واما الحق فمنزه عن ذلك.
(6) المراد ان انصاف الأشياء بمعاني منذ وقد ولولا وتقييدها بها يمنعها من الاتصاف بالقدم والأزلية.
(7) اي في الأشياء أثبت الله التغيير والاختلاف وذلك بحسب حدودها الإمكانية.
(8) اي لا نفي لتشبيهه تعالى بالمخلوق مع اثبات الصفات الزائدة له أخذنا هذه التعاليق من هامش الكتاب وهي للسيد هاشم الحسيني الطهراني.
(٣٤٠)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»
الفهرست