حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٥٢
العظيم، أو تبصره، وتنظر إليه انما تدرك وتبصر بعض الممكنات.
س 6 - " حده - أي الله تعالى - لي؟... ".
ج 6 - " لا حد... ".
إن الحد أنما هو للمكنات، وأما واجب الوجود فإنه يستحيل عليه الحد.
س 7 - " لم - أي لماذا لا يحد -؟.. ".
ج 7 - لان كل متناه محدود متناه، وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة، وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان فهو غير محدود، ولا متزايد، ولا متناقص ولا متجزي، ولا متوهم... ".
لقد أقام الإمام (عليه السلام) البرهان على استحالة تحديد الواجب العظيم، فان التحديد - كما ذكرنا - انما هو من شؤون الممكنات.
س 8 - أخبرني عن قولكم: إنه لطيف، وسميع، وبصير، وعليم، وحكيم أيكون السميع لا بالاذن والبصير لا بالعين، واللطيف لا بعمل اليدين، والحكيم لا بالصنعة؟
ج 8 - إن اللطيف منا - أي من المخلوقات - على حد ايجاد الصنعة، أو ما رأيت أن الرجل اتخذ شيئا فيلطف في اتخاذه؟
فيقال: ما الطف فلانا، فكيف لا يقال للخالق الجليل (لطيف) إذ خلق خلقا لطيفا وجليلا، وركب في الحيوان منه أرواحها وخلق كل جنس مباينا من جنسه في الصورة، ولا يشبه بعضه بعضا، فكل به لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته.
ثم نظرنا إلى الأشجار، وحملها أطايبها المأكولة منها وغير المأكولة، فقلنا عند ذلك: إن خالقنا لطيف لا كلطف خلقه، وقلنا: إنه سميع لأنه لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى من الذرة إلى ما هو أكبر منها في برها وبحرها، ولا يشتبه عليه لغاتها فقلنا: إنه سميع لا بأذن، وقلنا: إنه بصير لا ببصر لأنه يرى أثر الذرة السحماء (1) في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء، ويرى دبيب النمل في الليلة الدجية، ويرى مضارها ومنافعها ومفاسدها، وفراخها ونسلها، فقلنا عند ذلك: انه بصير لا كبصر خلقه (2).

(1) السحماء: السوداء.
(2) هناك زيادة على هذه الرواية جاءت في الاحتجاج ولا يخالجنا شك في أنها منحولة وليست من كلام الامام، وذلك لعدم الدقة في التعبير واعراض الشيخ الصدوق عنها.
(١٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 ... » »»
الفهرست