الله لما برى خلقا فأتقنه * صفاكم واصطفاكم أيها البشر فأنتم الملأ الأعلى وعندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور (1) هذه الأبيات التي سارت بها الركبان والتي هي تعبير صادق عن هذه الحقيقة التي أشرنا إليها، والتي كانت تقض على المأمون وكل أسلافه وأتباعه مضاجعهم، وتنغص عليهم حياتهم.. وعليه:
وإذا استطاع المأمون أن يظهر للملأ أن الإمام (ع) صفر اليدين مما يدعيه، ويدعيه آباؤه من قبل، فإنه يكون قد قضى على المصدر والأساس لكل المشاكل، والأخطار، وينهار المذهب الشيعي حينئذ بانهيار فكرة الإمامة فيه، التي هي المحور، والأساس له، ويتحقق من ثم - حلمه الكبير، الذي طالما جهد وشقي من أجل تحقيقه.
وأعتقد: أنه لو كان تم له ما أراد، فلسوف لا يتعرض بعد هذا للإمام (ع) بسوء، وأنه كان سوف يبقى على حياته (ع) إبقاء لحجته، وأنه خال من شرائط الإمامة، وليأفل من ثم.. نجمه، ونجم العلويين من بعده.. وإلى الأبد.