حياة الإمام الرضا (ع) - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٣٦٥
ثم كانت النتيجة عكس ما كان يتوقعه المأمون والعباسيون، وأشياعهم وباءوا كلهم بالفشل الذريع، والخيبة القاتلة (1).
والذي يعنينا الحديث عنه هنا:
هو قوله: وقد خشينا إن تركناه على تلك الحال.. إلى آخر ما نقلناه عنه آنفا، فإنها أوضحت أن المأمون الذي كان يخشى الإمام خشية شديدة، كان يخطط أولا إلى أخذ زمام المبادرة من الإمام، وتحاشي الاصطدام معه ثم كان يخطط بعد ذلك إلى الوضع منه (ع) قليلا قليلا إلى آخر ما تقدم..
ولا يرد: أن كلام المأمون مع حميد بن مهران ظاهره: أنه لم يكن يريد في بادئ الأمر الحط من الإمام عليه السلام، وإنما بدا له ذلك حين قوي مركز الإمام عليه السلام، واستحكم أمره.. لا يرد ذلك..
لأن كلامه هذا لا ينفي أنه كان يريد من أول الأمر ذلك. بل هو يؤكد ذلك. لأنه يصرح فيه: أنه إنما قدم على ما أقدم عليه، عندما رأى افتتان الناس به عليه السلام، فأراد أن يعمل عملا يفقد الإمام عليه السلام مركزه، ويقضي على كل نشاطاته، ويذهب بماله من القدرة والنفوذ نهائيا، وإلى الأبد.
ولقد تحدثنا فيما سبق عن بعض تصرفاته التي تدور في فلك خطط تلك مثل: فرضه للرقابة على الإمام (ع)، والتضييق عليه، فلا يصل إليه إلا من أحب، وعزله عن شيعته ومواليه، وأيضا تفريقه الناس عنه، عندما أخبر أنه يقوم بمهمة التدريس، وكذلك قضية صلاة العيد، وغير ذلك ما تقدم.

(1) راجع: شرح ميمية أبي فراس ص 196، وعيون أخبار الرضا ج 2 ص 170.
والبحار ج 49 ص 183، ومسند الإمام الرضا ج 2 ص 96..
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 7
2 تقديم 9
3 تمهيد 11
4 " القسم الأول: ممهدات " 19
5 قيام الدولة العباسية 21
6 مصدر الخطر على العباسيين 64
7 سياسة العباسيين ضد العلويين 74
8 سياسة العباسيين مع الرعية 107
9 فشل سياسة العباسيين ضد العلويين 129
10 " القسم الثاني: ظروف البيعة وأسبابها.. " 138
11 شخصية الإمام الرضا (ع) 139
12 من هو المأمون 148
13 آمال المأمون وآلامه 155
14 ظروف البيعة وأسبابها 192
15 أسباب البيعة لدى الآخرين 254
16 " القسم الثالث: أضواء على الموقف.. " 275
17 عرض الخلافة ورفض الإمام 277
18 قبول ولاية العهد بعد التهديد 280
19 مدى جدية عرض الخلافة 285
20 موقف الإمام 299
21 خطة الإمام 310
22 " القسم الرابع: من خلال الأحداث.. " 362
23 مع بعض خطط المأمون 363
24 كاد المريب أن يقول: خذوني 397
25 ما يقال حول وفاة الإمام 401
26 دعبل والمأمون 433
27 كلمة ختامية 436
28 وثائق هامة 439
29 رسالة الفضل بن سهل إلى الإمام 441
30 وثيقة ولاية العهد 444
31 رسالة المأمون إلى العباسيين 453
32 رسالة عبد الله بن موسى إلى المأمون 461
33 رسالة سفيان إلى هارون 465
34 قصيدة الأمير أبي فراس الحمداني 469