ظروف البيعة وأسبابها إنقاذ الموقف!. كيف؟!
قد قدمنا في الفصل السابق لمحة عن ظروف المأمون في الحكم، وأشرنا إلى أن الوضع كان يزداد سوءا يوما عن يوم.. وإلى أنه كان لا بد للمأمون من التحرك، والعمل بسرعة، شرط أن لا يزيد الفتق اتساعا، والطين بلة. وأن يستعمل كل ما لديه من حنكة ودهاء، في سبيل إنقاذ نفسه، ونظام حكمه، وخلافة العباسيين بشكل عام..
وكان المأمون يدرك: أن إنقاذ الموقف يتوقف على:
1 - إخماد ثورات العلويين، الذين كانوا يتمتعون بالاحترام والتقدير، ولهم نفوذ واسع في جميع الفئات والطبقات..
2 - أن يحصل من العلويين على اعتراف بشرعية خلافة العباسيين.
وليكون بذلك قد أفقدهم سلاحا قويا، لن يقر له قرار، إذا إذا أفقدهم إياه..
3 - استئصال هذا العطف، وذلك التقدير والاحترام. الذي كانوا يتمتعون به، وكان يزداد يوما عن يوم - استئصاله - من نفوس الناس نهائيا، والعمل على تشويههم أمام الرأي العام، بالطرق، والأساليب