حياة الإمام الرضا (ع) - السيد جعفر مرتضى - الصفحة ٣٥٩
نسخت هذه الآية: " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. " (1).
وقال لإبراهيم العباسي: إنه لا يرى أن قرابته من رسول الله صلى الله عليه وآله تجعله خيرا من عبد أسود، إلا أن يكون له عمل صالح فيفضله به (2).
وقال رجل له: ما على وجه الأرض أشرف منك آباء. فقال:
التقوى شرفهم، وطاعة الله أحظتهم (3).
وما نريد أن نشير إليه ونؤكد عليه هنا، هو أنه (ع) يريد بذلك أن يفهم الملأ: أن الحكم لا يعطي للشخص - من كان، ومهما كان - امتيازا، ولا يجعل له من الحقوق ما ليس لغيره، وإنما الامتياز - فقط - بالتقوى والفضائل الأخلاقية.. وكل شخص حتى الحاكم سوف يلقى جزاء أعماله: إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، وعليه فما يراه الناس من سلوك الحكام، ليس هو السلوك الذي يريده الله، وتحكم به النواميس الأخلاقية، والإنسانية. والامتيازات التي يجعلونها لأنفسهم، ويستبيحون بها ما ليس من حقهم لا يقرها شرع، ولا يحكم بها قانون..
وبكلمة مختصرة: إن الإمام (ع) يرى: أن الحكم ليس امتيازا، وإنما هو مسؤولية.
وعلى كل حال.. فإن سلوك الإمام (ع)، لخير دليل على ما كان يتمتع به من المزايا الأخلاقية، والفضائل النفسية.. ويكفي أنه لم يظهر منه (ع) طيلة الفترة التي عاشها في الحكم إلا ما ازداد به فضلا بينهم، ومحلا في نفوسهم، على حد تعبير أبي الصلت. وعلى حد تعبير شخص

(1) عيون أخبار الرضا ج 2 ص 236، ومسند الإمام الرضا ج 1 قسم 1 ص 46.
(2) عيون أخبار الرضا ج 2 ص 237.
(3) عيون أخبار الرضا ج 2 ص 236. ومسند الإمام الرضا ج 1 قسم 1 ص 46.
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 363 364 365 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الإهداء 7
2 تقديم 9
3 تمهيد 11
4 " القسم الأول: ممهدات " 19
5 قيام الدولة العباسية 21
6 مصدر الخطر على العباسيين 64
7 سياسة العباسيين ضد العلويين 74
8 سياسة العباسيين مع الرعية 107
9 فشل سياسة العباسيين ضد العلويين 129
10 " القسم الثاني: ظروف البيعة وأسبابها.. " 138
11 شخصية الإمام الرضا (ع) 139
12 من هو المأمون 148
13 آمال المأمون وآلامه 155
14 ظروف البيعة وأسبابها 192
15 أسباب البيعة لدى الآخرين 254
16 " القسم الثالث: أضواء على الموقف.. " 275
17 عرض الخلافة ورفض الإمام 277
18 قبول ولاية العهد بعد التهديد 280
19 مدى جدية عرض الخلافة 285
20 موقف الإمام 299
21 خطة الإمام 310
22 " القسم الرابع: من خلال الأحداث.. " 362
23 مع بعض خطط المأمون 363
24 كاد المريب أن يقول: خذوني 397
25 ما يقال حول وفاة الإمام 401
26 دعبل والمأمون 433
27 كلمة ختامية 436
28 وثائق هامة 439
29 رسالة الفضل بن سهل إلى الإمام 441
30 وثيقة ولاية العهد 444
31 رسالة المأمون إلى العباسيين 453
32 رسالة عبد الله بن موسى إلى المأمون 461
33 رسالة سفيان إلى هارون 465
34 قصيدة الأمير أبي فراس الحمداني 469