النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٣٨
* ومن ذلك أنه سأل أحد امراء الشام (حابس بن سعد) عن سيرته وما يصنعه بالقرآن والاحكام، فأجابه بما يرضيه فاستحسن منه وأقره على عمله بالالتحاق به، فلما ولى رجع فقال: يا أمير المؤمنين اني رأيت البارحة رؤيا أقصها عليك، رأيت الشمس والقمر يقتتلان ومع كل واحد منهما جنود من الكواكب؟!
فقال عمر: فمع أيهما كنت؟
قال: مع القمر.
فقال: عزلتك، لان الله قال: * (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) * (1).
هذا هو الميزان عند عمر في تعيين الحكام وعزلهم، وما أشد نظره في تأويل القرآن؟
* ومن ذلك انهزامه يوم أحد على ما أقر به الفخر الرازي وغيره (2).
وكذا فراره يوم حنين والخندق (3).
* ومن ذلك تعطيله حد المغيرة بن شعبة حتى خاطبه الحسن بن علي (عليه السلام) قائلا: " ان حد الله في الزنا ثابت عليك، ولقد درأ عمر حقا الله سائله عنه " (4).
وأخرج الحفاظ تصريحه بذلك للمغيرة حيث قال عمر: " والله ما أظن أن أبا بكرة كذب عليك، وما رأيتك الا خفت أن أرمى بحجارة من السماء " (5).
* ومن ذلك أذيته لرسول الله (صلى الله عليه وآله) واغضابه:
كاغضابه عندما عرض عليه كتب اليهود، فعن عبد الله بن ثابت قال: جاء عمر بن الخطاب إلى النبي فقال: يا رسول الله اني مررت بأخ لي! من قريظة فكتب لي جوامع من التوراة ألا أعرضها عليك؟

١ - شرح النهج: ٣ / ٩٨ ط. مصر - دار الكتب العربية، والعقد الفريد: ٤ / ٣٠٦ كتاب الخلفاء - خلافة علي - من حديث الجمل، وكتاب المحن لابي العرب التميمي: ١٢٤ ذكر قتل يوم الجمل مع تفاوت بسيط، وجواهر المطالب: ٢ / ٢٥ باب ٥٣ مقتل الزبير.
٢ - تفسير الرازي: ٩ / ٥٠ مورد آية من آل عمران، وتذكرة الخواص: ٤٣ الباب الثاني، وفرائد السمطين: ١ / ٣٦٣.
٣ - تقدم مصادره في فرار أبي بكر فهما اخوان.
٤ - شرح النهج: ٦ / ٢٩٤ الخطبة ٨٣ - نسب عمرو بن العاص.
٥ - التذكرة الحمدونية: ٩ / ٢١٣ - ٢١٠ ح ٤٣٤، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / 146.
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»