وأيضا ما تقدم عن البلاذري: فغم ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأضجره.
فقال: " إليكم عني " ولم يكتب شيئا (1).
- أما اعتراضات الصحابة:
فمنها اعتراض ابن عباس المشهور بقوله: ان الرزية كل الرزية من حال بين رسول الله والكتاب (2).
ومنها قول زينب وغيرها كما تقدم: ائتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحاجته.
وفي المجمع قالت: ويحكم عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليكم (3).
ومنها ما عند البخاري ومسلم " فاختلف أهل البيت " " ما ينبغي عند نبي تنازع ".
فاختلافهم دليل على أنهم كانوا حزبين: حزب عمر وحزب من يريد للكتاب أن يرفع الخلاف فيما بعد.
وكذلك التنازع الحاصل يشير إلى ذلك.
هذا وقد قال عمر بنفسه لابن عباس:
" لقد أراد في مرضه أن يصرح باسمه فمنعت من ذلك اشفاقا وحيطة على الاسلام، فعلم رسول الله اني علمت ما في نفسه فأمسك! " (4).
* واعلم أن الهجر معناه كما في لسان العرب: القبيح من الكلام، والهذيان، وهجر به في النوم يهجر هجرا: حلم وهذى، وفي الحديث قالوا ما شأنه أهجر، أي اختلف كلامه بسبب المرض (5).
وقال: الهذيان: كلام غير معقول مثل كلام المبرسم والمعتوه (6).
وقال القسطلاني: فقالوا ما شأنه أهجر " بهمزة لجميع رواة البخاري، وفي الرواية التي