النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٣٧
هفوات الخليفة الثاني ما كان من عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء * فعن ثور الكندي قال: " كان عمر يعس بالمدينة في الليل، فسمع صوت رجل في بيت يتغنى فتسور عليه فوجده عند امرأة وعنده خمر فقال: يا عبد الله أظننت ان الله يسترك وأنت على معصيته؟!
فقال: وأنت يا أمير المؤمنين!! فلا تعجل، فان كنت قد عصيت الله واحدة فقد عصيت الله في ثلاثا: قال الله تعالى: * (لا تجسسوا) * وقد تجسست.
وقال: * (وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها) * فقد تسورت علي.
وقد قال الله تعالى: * (ولا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم) * وقد دخلت بيتي بغير إذن ولا سلام.
فقال عمر: هل عندك من خير ان عفوت عنك؟
قال: نعم " (1).
ولا أدري من أولى بالعفو، الذي عصى مرة واحدة أم من عصى ثلاثا وكان خليفة!
* وليس هذه المرة الوحيدة التي يتجسس فيها عمر على رعيته، فقد روى ابن الأثير له تجسسا مع عبد الرحمن بن عوف أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد والخرائطي من المسور عن عبد الرحمن بن عوف، وأخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي والحسن (عليه السلام) (2).
- هكذا يكون الخليفة المفضول يتجسس ويعطل الحدود، إذ على الحاكم ان يعمل بعلمه؟!

١ - احياء علوم الدين: ٢ / ٢٠١ الباب الثاني حق المسلم من الكتاب الخامس: آداب الألفة، وتفسير الدر المنثور: ٦ / ٩٣ ذيل قوله:، ولا تجسسوا من الحجرات عن الخرائطي في مكارمه، وكنز العمال: ٢ / ١٦٧ ط. دكن ١٣١٢، وشرح النهج: ١ / ١٨٢ الخطبة الثانية - طرف من اخبار عمر. وأنظر: العقد الفريد:
٦ / ٣٨٣، والسنن الكبرى: ٨ / ٣٣٣، والتذكرة الحمدونية: ٧ / ١٦٨ ح ٧٩٨، وتاريخ دمشق: ١٨ / ٥١ ترجمة ربيعة رقم ٢١٣٩.
٢ - الكامل في التاريخ: ٣ / ٣٠ ط. مصر المنيرية ٢ / ٢١٤ ذكر بعض سيرة عمر ط. بيروت، ورواه في الاحياء بتفاوت ليس بيسير: ٢ / ٢٠٠، والدر المنثور: ٦ / 93 ذيل آية:، ولا تجسسوا.
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»