النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٣٤
* ومن هفواته سوء أخلاقه حتى أنبه رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1) * ورفع صوته فوق رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنزل قوله تعالى: * (ولا ترفعوا صوتكم فوق صوت النبي) * (2).
* وقال له النبي (صلى الله عليه وآله) يوما: " لما تكلمت ذهب الملك وجاء الشيطان " (3).
* ومن ذلك قصة خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة حيث قتله وهو مسلم ونكح امرأته بلا عدة لجمالها، فقال عمر لابي بكر: " ان عليك ان تقيده بمالك ".
فسكت أبو بكر.
فقال عمر لخالد: " اما والله ان أمكنني الله منك لأرجمنك ".
فكان عمر يحرض ابا بكر على خالد ويشير عليه ان يقتص منه بدم مالك ويهدده بالرجم ، فقال أبو بكر: " ايها يا عمر، ما هو بأول من أخطأ فارفع لسانك عنه " (4).
كم كانت أموال الناس عرضة لأهوائهم وكذا اعراضهم ودماؤهم!
* واعلم أن عمر وان كان قد عزل خالدا عن امارته سنة سبع عشرة، ولكنه لم يقم عليه الحد فيما بعد كما وعد، ولعل سبب ذلك أنه اتفق معه على قتل سعد ابن عبادة - الذي كان معارضا لعمر يوم السقيفة - فقتله خالد في الشام، على ما روى البلاذري عن الكلبي (5).
* واعلم أيضا ان عمر رد امرأة مالك بن نويرة بعدما ولدت من خالد، ورد السبي الذي سباه خالد في أيام أبي بكر، وكذا الأموال والأسرى والمسجونين (6).

١ - مساوئ الاخلاق: ٨٢ ح ١٨٦.
٢ - تاريخ المدينة: ٢ / ٥٢٣.
٣ - الاحياء: ٣ / ١٧٩.
٤ - شرح النهج لابن أبي الحديد: ١ / ١٧٩ الخطبة الثالثة من اخبار عمر، وأسد الغابة: ٤ / ٢٩٥ و ٢٩٦ ترجمة مالك بن نويرة، وتاريخ الطبري: ٢ / ٥٠٢.
٥ - أنساب الأشراف: ١ / ٥٨٩ ح ١١٩٣ ذيل أمر السقيفة - ط. مصر دار المعارف و ٢ / ٢٧٢ ط. المحمودي، والسقيفة والخلافة لعبد الفتاح: ١٣، والاستغاثة: ١٠ - ١١، وإحقاق الحق: ٢ / ٣٤٥ - ٣٤٦، والعقد الفريد: ٤ / ٢٤٧ كتاب الخلفاء أبي بكر - الذين تخلفوا عن بيعته -، والاحتجاج: ١ / 73 ذكر طرف مما جرى بعد، وفاة الرسول (ص) -.
ويدعى في مقابل ذلك أن سعد قتله الجن، وهو من الخرافات التي لا تخفى على العاقل راجع تاريخ الاسلام:
3 / 148 سنة 15 ذكر المتوفون فيها - سعد -، وصفة الصفوة: 1 / 505 ذكر الطبقة الأولى ذيلها - رقم 53.
6
(٢٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 231 232 233 234 235 236 237 238 239 ... » »»