النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢٣٢
ما كان في أيام الخليفة الأول * اخرج أبو بكر ابن أبي شيبة قال: جاء عيينة بن حصين والأقرع بن حابس إلى أبي بكر فقال: " يا خليفة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ان عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة فان رأيت أن تقطعناها لعلنا نحرثها ونزرعها ولعل الله ان ينفع بها بعد اليوم؟
فقال أبو بكر لمن حوله من المسلمين: ما ترون؟
قالوا: لا بأس.
فكتب لهما كتابا واشهد فيه شهودا، ولم يكن عمر حاضرا.
فلما سمع عمر ما في الكتاب اخذه منهما فمحاه، فتذمرا!! ".
وزاد في الدر المنثور والمطالب العالية: " فتناوله عمر من أيدهما فتفل فيه فمحاه فتذمرا ، وقالا له مقالة سيئة ".
فقال عمر: " ان رسول الله كان يتألفكما والإسلام يومئذ ذليل، وان الله قد أعز الاسلام فاذهبا [فاجهدا علي جهدكما] فذهبا إلى أبي بكر يتذمران.
وجاء عمر وهو مغضب حتى وقف على أبي بكر فقال: من حملك على أن تخص بها هذين دون جماعة المسلمين؟...، فكل المسلمين أوسعهم مشورة ورضا.
وزاد المتقي الهندي: قالا: والله ما ندري أنت الخليفة أم عمر.
فقال: " بل هو، ولو شاء كان " (1).
قال البويصري بعد الحديث: رجاله ثقات (2).
- هذا فعل أبي بكر في أموال المسلمين، فكان يعطي ويمنع على حسب مزاجه لا رقيب ولا عتيد ولا ميزان شرعي.

١ - شرح النهج: ٣ / ١٠٨ ط. مصر الأولى، والدر المنثور: ٣ / ٢٥٢ ذيل قوله " انما الصدقات للفقراء) - من سورة التوبة، وكنز العمال: ٢ / 189 ط. دكن 1312.، والمطالب العالية: 2 / 219 ح 2073 باب الوزراء، ورد الوزير امر الأمير.
2 - هامش المطالب العالية.
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»