النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٢١٦
الناس ان يسمعوا له وان يطيعوا وان يجيبوا إذا دعوا " (1).
وعنه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الا ان الأمراء من قريش - ثلاث مرات - ما أقاموا بثلاث: ما حكموا فعدلوا وما عاهدوا فوفوا وما استرحموا فرحموا فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " (2).
وقريب منه عن ابن الزبير عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3).
* وعن سبط ابن الجوزي بسنده إلى عبد الله العجلي قال: خطب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يوما على منبر الكوفة فقال: " اللهم انك تعلم انه لم يكن الذي كان مني منافسة في سلطان ولا التماس فضول الحطام، ولكن لأرد المعالم من دينك وأظهر الصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتقام المعطلة من حدودك.
اللهم انك تعلم اني أول من أناب وسمع فأجاب لم يسبقني إلا رسولك.
اللهم لا ينبغي ان يكون على الدماء والفروج والمغانم والاحكام ومعالم الحلال والحرام وامامة المسلمين وأمور المؤمنين البخيل لان نهمته في جميع الأموال، ولا الجاهل فيدلهم بجهله على الضلال، ولا الجافي فينفرهم بجفائه، ولا الخايف فيتخذ قوما دون قوم، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق، ولا المعطل للسنن فيؤدي ذلك إلى الفجور ولا الباغي فيدحض الحق، ولا الفاسق فيشين الشرع " (4).
وفي كلام الأمير هذا مواطن للتأمل لأنها إشارات إلى أمور سبقت وتجديد لأمور اندرست فلاحظ قوله: لأرد المعالم من دينك وأظهر الصلاح في بلادك!
وقوله: اني أول من أناب وسمع!
وقوله: فيدلهم بجهله على الضلال! فينفرهم بجفائه! فيتخذ قوما دون قوم! فيذهب بالحقوق فيؤدي ذلك إلى الفجور! فيدحض الحق - فيشين الشرع!.
لا حظ ذلك وقارنه بجهل الخلفاء بالسنن كما يأتي، وتعطيلهم لبعض الحدود، وفجور

١ - كنز العمال: ٥ / 764 ح 14313 كتاب الخلافة - آداب الامارة.
2 - المطالب العالية: 2 / 205 ح 2055، و 2056 باب الخلافة في قريش أخرجه أبو يعلى، وفي هامشه:
عزاه البوصيري للطيالسي، وأحمد ابن أبي شيبة، والبزاز أيضا، و 5 / 194.
3 - المصدر السابق.
4 - تذكرة الخواص: 114 الباب السادس في المختار من كلامه - خطبة المنبرية -.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»