النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ١٩٧
الدليل الأول:
الآيات القرآنية وذلك بعدة آيات الأولى:
قوله تعالى في قصة نوح وطالوت:
* (قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤت ملكه من يشاء والله واسع عليم) * (1).
وقال: * (ما نراك إلا بشرا مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي وما نرى لكم علينا من فضل..) * (2).
فالمرتكز في نفوس الناس ان صاحب الفضيلة والفضل ومن تقدم على قومه ببعض المزايا، ككونه أعلم وأشجع قومه، هو صاحب السيادة والملك وقيادة الأمة أو الجيوش هذا من جهة.
ومن جهة أخرى هناك بعض الناس ومن باب المحافظة على كيانها الشخصي ومصالحها الذاتية، تفهم ان السيادة من حق أصحاب الأموال كصفة مادية، وان الفقراء لا نصيب لهم بالخلافة، فأجابهم الله ان المعيار في السيادة والملك هو الفضائل النفسية التي يتمتع بها الشخص، ككونه عالما وشجاعا.
وعلة ذلك أن قيادة الأمة تحتاج إلى علم بكل شئ في الأمة لكي يتمكن القائد والخليفة من ضبط الأمور السياسية والاجتماعية والاقتصادية، هذا إضافة إلى الشجاعة التي لابد ان يتحلى بها ليستطيع ان يحكم بما يعلم، وليقتدي به الناس في الجهاد وليضبط الأوضاع العامة.
ولذا جاءت الرواية عن أمير المؤمنين باحتجاجه بهذه الآية على خلافته وتقدمه على معاوية، فقال (عليه السلام) بعد ذكر الآيات المتقدمة:

(١٩٧)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»