المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته - الشهيدة بنت الهدى - الصفحة ٤٩
تزوجت أخواتها بعد أن رأت بعينها المصائب التي أصابت أخواتها من هذا الزواج. وشتان بين أزواج أخواتها وبين من رضيت به زوجا لها وقرينا. فزواج أخواتها ونوعيته أكبر مثبط لها عن قبول هذه التجربة. وخطبة الإمام علي لها وخصوصياته أكبر دافع لها لقبول العرض بالرضاء التام. كان ذاك هو المانع وكان هذا هو الدافع لا أكثر ولا أقل.
طبعا هذا إذا سلمنا مع الدكتورة بوجود أخوات للزهراء صلوات الله عليها ثم أنها كانت تعلم أن حاجة أبيها لها وهو في مكة أكثر منها وهو في المدينة. فقد كان الاضطهاد والشرك والظلم قد خف وتلاشى في المدينة. ولما علت كلمة الإسلام اطمأنت الزهراء على أبيها وعلى راحته النفسية ثم أنها حينما كانت ترفض الزواج كانت ترفضه لكي لا تخرج من حياة أبيها ولكي لا تبعد عن رحابه وعرينه. وزواجها بعلي كما كانت تعلم واثقة أنه سوف يقربها لأبيها ويدنيها إليه أكثر وأكثر، وأنها لن تترك بيت أبيها بل ستكون لأبيها بيتا جديدا هو بيتها الذي يضمها وابن عمها علي بن أبي طالب. وفعلا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ هذه الآية الكريمة كلما مر
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»