المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته - الشهيدة بنت الهدى - الصفحة ٤٦
وأنها إذا قرنت حياتها بحياة علي تمكنت أن تسند عليا بجهادها الإسلامي وأن تركز جهاد أبن عمها بمؤازرتها له. ولذلك فقد تلقت عرض الزواج بكل ارتياح.
وإني لأعجب لما كتبته الدكتورة بنت الشاطئ في كتاب بنات النبي، وما عللت فيه رضاء الزهراء بعلي بن أبي طالب وما بينته في أسلوب هو أقرب إلى الخيال القصصي منه إلى الواقع. فقد عزت الدكتورة بنت الشاطئ زواج فاطمة، والدافع الذي دفعها لذلك دخول عائشة في بيت النبي وفي حياته بعد أن كانت الزهراء معرضة عن الزواج في إصرار، وهذه الفكرة القصصية الخيالية كان من الممكن فرضها على عائلة غير عائلة رسول الله وعلى أسرة غير أسرته صلوات الله عليه، كأن تأتي الدكتورة لتحدثنا حديث أسرة عادية مكونة من أب وأربعة بنات وأم، ثم تتزوج البنات الثلاث وتعرض الرابعة عن الزواج إيثارا لصحبة أبيها عن غيره، وتموت الزوجة الأولى فتدخل في حياة الأب زوجة جديدة لا تؤثر تأثيرا بالغا على مكانة البنت الرابعة التي كانت في البيت، ولكن الزوجة الثانية التي تدخل في حياة الأب بعد الأم الراحلة امرأة ثانية تستهويه وتمتلكه وعند ذلك تفهم البنت
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»