المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته - الشهيدة بنت الهدى - الصفحة ٣٨
الطاهرة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين. وقد جاء في بعض الرويات أنها خلفت للنبي أربع بنات هن زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة (وسوف نناقش هذا الموضوع في محله إنشاء الله). وقد أصبحت الزهراء قطب الرحى في حياة أبيها العظيم حتى أنه كان يسميها بأم أبيها. وقد قامت منه مقام البنت والأم فهي تجهد أن تعوضه بحنانها عما افتقده بافتقاد أمها خديجة، وهي تسعى أن تكون لرسالته كما كانت أمها من قبل. لم تمنعها حداثة السن عن التعرف إلى جميع مشاكل أبيها وآلامه مهما كانت المشاكل مهمة ومهما كانت الآلام هائلة. لم تضعف ولم تهن ولم تتردد أو تتراجع. وقد جاء في رواية عن ابن مسعود قال: بينما رسول الله يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحابه جلوس وقد نحرت جزور بالأمس فقال أبو جهل أيكم يقوم إلى سلى (1) جزور بني فلان فيضعه بين كتفي محمد إذا سجد فانبعث أشقى القوم فأخذه. فلما سجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وضعه بين كتفيه

(1) السلى: جمعها أسلاء، جلدة يكون ضمنها الولد في بطن أمه إذا أنقطع في البطن هلكت الأم والولد. يقال: انقطع السلى في البطن أي ذهبت الحيلة وعظم الويل.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»