الرابعة التي آثرت صحبة أبيها عن الزواج أنها لم تعد كما كانت في بيت أبيها وفي قلبه بعد أن شغلت المرأة الجديدة حياة أبيها واستمالت قلبه نحوها ولم تترك للبنت الباقية في بيت أبيها مجالا لدلال أو رغد من العيش.
وهنا يجب أن نفترض أولا أن رب الأسرة رجل ضعيف الشخصية ضئيل العاطفة مندفع وراء ملذاته الحسية لكي نتمكن من الانسجام مع هذه الأقصوصة ونصدقها كما هي.
فإن أي زوج وأي أب إذا كان قوي الشخصية ولو قليلا وإذا كان يحمل عاطفة أبوية ولو عاطفة جزئية، أيمكن لنا أن نصدق أنه يخضع لسلطان امرأة مهما كانت تلك المرأة ومهما تمتعت به من سحر وفتنة، ولا يمكن للمرأة تلك أن تجعل بيته يضيق بابنته التي كانت حسب بداية الأقصوصة تمتنع عن الزواج حبا في أبيها وإيثارا لصحبته.
ومن المؤكد أن بيت الأب لا يضيق بابنته إلا إذا ضاق الأب بابنته ولا يضيق الأب بابنته إلا إذا كان معدوم العاطفة مسلوب الشخصية.