المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته - الشهيدة بنت الهدى - الصفحة ٦٠
الإسلام وحبذت له ذلك وعددت له أسماء أكابر الرجال الذين دخلوا في دين الله طائعين، ولكنه كان يرد عليها دائما أنه لا يرضى أن يقال أن أبا العاص أطاع زوجته وعصى عشيرته، ولهذا فقد ظللت حياة زينب سحابة قاتمة من الهموم والأحزان.
ويهاجر النبي إلى المدينة ويخلف زينب في مكة وهي تتابع عن بعد انتصارات رسالة الإسلام وتفتخر لهذه الانتصارات وتزداد أملا في إسلام أبي العاص، ولكنها تصحو في يوم لترى قريش وقد شاع فيها خبر هام، فقد عاد ضمضم بن عمر الغفاري وكان مسافرا في تجارة إلى الشام مع أبي سفيان فما بلغ مكة حتى وقف على بعيره وحول رحله وشق قميصه وصاح: يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد وأصحابه لا أرى لكم أن تدركوها الغوث الغوث. ولهذا فقد تهيأت قريش للحرب ونهضت لمواجهة الإسلام وفي مقدمتهم طبعا أبو العاص زوج زينب، وعرفت زينب أنها الحرب فإما انتصار المسلمين الذي توده وتأمل فيه وإما انتصار قريش. وإذا انتصر الإسلام فسيندحر زوجها أبو العاص وإذا انتصر أبو العاص فالويل لها بكسيرة الإسلام
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»