المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته - الشهيدة بنت الهدى - الصفحة ٤٤
ويشعر أنها راضية، ويحس أنها مرتاحة مسرورة فيقوم وهو متهلل الوجه، باسم الثغر ويقول: سكوت الباكر علامة رضاها، فلا ترد عليه ولا تعترض. فيبتسم ويخرج إلى أبن عمه ليخبره برضاء الزهراء ويقول له: أين الدرع يا علي؟ فيذهب علي مسرعا ويأتي بالدرع فيأمره النبي أن يبيعها ليجهز العروس بثمنها. وقد اشتراها عثمان بأربع مائة وسبعين درهما حملها علي صلوات الله عليه ووضعها أمام الرسول، فتناولها بيده الكريمة ثم دفعها إلى بلال ليشتري ببعضها طيبا وعطرا ويدفع الباقي إلى أم سلمة لتشتري جهاز العروس. ثم يجمع النبي صحابته وآله ويشهدهم أنه زوج ابنته فاطمة من أبن عمه علي بن أبي طالب على أربع مائة مثقال من الفضة على السنة القائمة والفريضة الواجبة ثم قدم للضيوف حلوى العرس الهاشمي النبوي وهو وعاء تمر.
على هذا النمط البسيط وعلى هذا النحو القدسي تمت خطبة الزهراء بنت رسول الله إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وتأخر الزفاف إلى الوقت الذي يتم فيه جهاز العروس ويهيأ بيت العريس.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»