المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته - الشهيدة بنت الهدى - الصفحة ٤٢
مخلوقة عليه، ثم يقول: ما حاجة ابن أبي طالب وما الذي يشغل فكرك يا ابن العم؟
وكانت هذه الكلمات الرحيمة هي التي شجعت أبن عم الرسول على أن يقول بصوت خفيض وهو يغض بصره أمام رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال: ذكرت فاطمة بنت رسول الله، ثم يسكت ولا يقوى على الإفاضة أكثر مما قال، فيجيبه الرسول وهو على ما عليه من بشر ورقة لا متناهية مرحبا وأهلا. ويسكت لحظة ليعود فيسأله حدبا مشفقا وهل عندك شيء؟ فيجيبه علي وهو لا يزال مغض ببصره إلى الأرض، لا يا رسول الله. فيمسك الرسول لحظة ثم يتذكر أن عليا أصاب درعا من مغانم بدر فيعود ليسأله أين درعك الذي أعطيتك إياه يوم كذا؟ فيجيب علي وقد غلبه التأثر لما يلقى من بر النبي ورعايته وما يلمس من روح ابن عمه وصفائها وهو يعلم أنه جاء يخطب إلى النبي (ص) فاطمة التي هي أعز مخلوقة عند رسول الله، فيجيب: هي عندي يا رسول الله. فيقوم النبي صلوات الله عليه ثم يدخل على أبنته الغالية ليرى رأيها فيما يطلبه أبن عمه وأخوه ويقول لها متلطفا رفيقا بارا: يا عزيزة أبيها الغالية لقد ذكرك أبن
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»