فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائم أنظر، لو كانت لي منعة لطرحته عن ظهره، والنبي ساجد لا يرفع رأسه حتى أنطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت وطرحته عنه ثم أقبلت عليهم تؤنبهم على ذلك.
هذه إحدى الروايات التي تدل على منزلة الصديقة في قلب أبيها ومحلها من دعوته ورسالته وكأنها قد شعرت مع حداثة سنها بأنها مسؤولة عن أن تكون المرأة الخامسة في حياة رسول الله (ص) فقد واكبت سيره بكل شجاعة وإقدام.
ونحن الآن لا نكاد نتصور مدى ما كانت تتطلبه من شجاعة، هي وجميع المسلمات في ذلك العصر.
فنحن الآن، وبعد أن عمت كلمة الإسلام جميع الأقطار الإسلامية والحمد لله، لا تكاد تجرؤ إحدانا أن تجهر بالكلمة الإسلامية صريحة واضحة. وكانت الزهراء صلوات الله عليها قد انصهرت بأفكار الإسلام روحيا وفكريا فقد كانت وهي بنت أعظم رجل عرفه التاريخ وريحانته الغالية والتي كان النبي يدعوها بأم أبيها ويقول: فاطمة بضعة مني من أرضاها فقد أرضاني ومن أغضبها فقد أغضبني. وكان يقول حينما يقبلها إني أشم منها رائحة