المرأة مع النبي (ص) في حياته وشريعته - الشهيدة بنت الهدى - الصفحة ٤١
عليه السلام. فقد خطبت إلى أبيها من قبل كثيرين كان منهم أكابر الصحابة والرسول يردهم بشتى الحجج والمعاذير ويقول لهم أنه ينتظر فيها أمر السماء فقد كان صلوات الله عليه يعلم أن نسله قد انحصر في فاطمة، وأن فاطمة وبعلها وأبناءها هم الذين سوف يكونون الامتداد لرسالته ولدعوته السماوية. ولهذا فقد كان ينتظر الرجل الجدير بتحمل هذه المسؤولية فلم يكن يتوخى في زواجها مالا ولا ثراء ولكنه كان ينتظر لها الكفء.
وفي يوم مبارك، وبعد أن كان النبي صلى الله عليه وآله قد رد كل من تقدم لخطبة الزهراء وبما فيهم أبو بكر وعمر، أقبل علي أمير المؤمنين عليه السلام إلى رسول الله (ص) كما كان يقبل، فيحييه ويجلس إليه كما كان يجلس، ولكن الرسول يحس أن أبن عمه قادم لأمر هام وقد عرف ذلك بفراسته الشخصية وبالإيجاء النبوي. فيقبل عليه وهو يسأله متلطفا مشجعا وكله حب وحدب على الشاب العزيز الجالس أمامه. هذا الشخص الغالي الذي آخاه واصطفاه والذي فتح له قلبه رضيعا ومهد له بيته صبيا.
وها هو الآن يوشك أن يسلمه أغلى شيء عنده وأعز
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»