نشأة التشيع والشيعة - السيد محمد باقر الصدر - الصفحة ٣٩
ثم لا يقوم بتوعية المسلمين عليه وتثقيفهم به (43).
وهكذا يبرهن ما تقدم على أن النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن طرح الشورى كنظام بديل على الأمة، إذ ليس من الممكن عادة أن تطرح بالدرجة التي تتناسب مع أهميتها، ثم تختفي اختفاء كاملا عن الجميع وعن كل الاتجاهات (44).
ومما يوضح هذه الحقيقة بدرجة أكبر أن نلاحظ.
أولا: إن نظام الشورى كان نظاما جديدا بطبيعته على تلك البيئة التي لم تكن قد مارست، قيل النبوة، أي نظام مكتمل للحكم (45).
فكان لابد من توعية مكثفة ومركزة عليه كما أوضحنا ذلك.

(٤٣) لان التوعية في مثل هذه الموارد قد جرت عليه سيرته الشريفة وسنته المباركة، ونجد ذلك في الأمور التي هي أقل شأنا وأهمية من هذا الامر في مناسبات وموارد لا تحصى كثرة.
(٤٤) اختفاء تفاصيل فكرة الشورى حتى على مستوى تحديد معالمها الأساسية كنظام للحكم حقيقة قائمة إذ لم ينقل أن أحدا من المتنازعين سواء في مؤتمر السقيفة أو بعده قد تقدم ولو بنص واحد يتعلق بها من قريب أو بعيد. راجع نصوص السقيفة مثلا في تاريخ الطبري / ج 2 / ص 234 وما بعدها.
(45) قضية عدم وجود نظام للحكم في الجزيرة العربية - قبل البعثة النبوية وتأسيس دولة الاسلام في المدينة - أمر متسالم عليه عند لمؤرخين لضرورة عدم وجود دولة أصلا من جهة، ولخضوع العرب إلى أعرافهم وتقاليدهم القبلية، راجع محاضرات في تاريخ العرب / الدكتور صالح أحمد العلي / ط 2 - بغداد، وراجع محاضرات في تاريخ العرب الاسلام / الدكتور عبد اللطيف الطيباوي / ج 1 / ص 121 - دار الأندلس - بيروت / 1963، وراجع تاريخ العرب قبل الاسلام / القسم السياسي / د. جواد علي - طبعة دار المجمع العلمي العراقي، وراجع تاريخ الاسلام السياسي / الدكتور حسن إبراهيم حسن / ص 51.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة