الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٣ - الصفحة ٢٧٩
يحكى عن أبي حذاقة قال: كان للواقدي ستمائة قمطر كتبا، وقال ابن سعد:
كان الواقدي يقول: ما من أحد إلا وكتبه أكثر من حفظه، وحفظي أكثر من كتبي، وعن إسماعيل بن مجمع الكلبي قال: سمعت أبا عبد الله الواقدي يقول:
ما أدركت رجلا من أبناء الصحابة وأبناء الشهداء ولا مولى لهم إلا وسألته هل سمعت أحدا من أهلك يخبرك عن مشهده وأين قتل، فإذا أعلمني مضيت إلى الموضع فأعلمنيه، ولقد مضيت إلى المريسيع فنظرت إليها، وما علمت غزاة إلا مضيت إلى الموضع حتى أعاينه أو نحو هذا الكلام.
فعن هارون القروي قال: رأيت الواقدي بمكة ومعه ركوة، فقلت:
أين تريد؟ فقال: أريد ان امضي إلى حنين حتى أرى الموضع والوقعة.
قال الخطيب: وكان الواقدي مع ما ذكرناه من سعة علمه وكثرة حفظه لا يحفظ القرآن.
ثم روى عن المأمون انه قال للواقدي: أريد ان تصلي الجمعة غدا بالناس قال: فامتنع قال لا بد من ذلك، فقال: لا والله يا أمير المؤمنين ما احفظ سورة الجمعة قال: فأنا أحفظك، قال: فافعل، فجعل المأمون يلقنه سورة الجمعة حتى يبلغ النصف منها فإذا حفظه ابتدأ بالنصف الثاني فإذا حفظ النصف الثاني نسي الأول فأتعب المأمون ونعس فقال لعلي بن صالح: يا علي حفظه أنت فذكر انه مثل المأمون لم يقدر على أن يحفظه، فقال المأمون: اذهب فصل بهم واقرأ أي سورة شئت.
وروى عن غسان قال: صليت خلف الواقدي صلاة الجمعة فقرأ إن هذا لفي الصحف الأولى صحف عيسى وموسى.
وروي عن إبراهيم الحربي قال: كان الواقدي اعلم الناس بأمر الاسلام، فأما الجاهلية فلم يعمل فيها شيئا، إنتهى ما نقلناه من تاريخ بغداد.
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»