الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ٢٦١
فقيل له: أتجعل في بعير بعيرين؟ فقال: انكم لا تعرفون حلاوة الوجدان فنسب إلى الحمق لهذا السبب وسارت به الاشعار، وله حكايات في الحمق وتقدم في أبو الفتوح العجلي حكاية من حمق عجل بن لجيم يشبه ذلك.
أقول: قد وردت روايات في التحذير عن مجالسة الأحمق ومصاحبته ومخالطته، وروى عن عيسى بن مريم عليه السلام قال: داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله وأبرأت الأكمه والأبرص بإذن الله وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله، وعالجت الأحمق فلم أقدر على إصلاحه، فقيل يا روح الله وما الأحمق؟ قال المعجب برأيه ونفسه الذي يرى الفضل كله له لا عليه، ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا فذلك الأحمق الذي لا حيلة في مداواته.
عن الصادق عليه السلام قال: إذا أردت ان تختبر عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه في خلال حديثك بما لا يكون فان أنكره فهو عاقل وإن صدقه فهو أحمق.
(ذو اليدين) هو بعينه ذو الشمالين ابن عبد عمرو حليف بني زهرة واسمه عمير أو عمرو وقد استشهد في بدر نص بذلك محمد بن مسلم الزهري كما يحكى عن الاستيعاب والإصابة وغيرهما، وان قاتله أسامة الجشمي ويدلك على أنهما واحد الرواية الواردة بهذا المضمون بطرق مختلفة.
عن أبي هريرة قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله الظهر أو العصر فسلم في ركعتين فقال له ذو الشمالين بن عبد عمرو وكان حليفا لبني زهرة أخففت الصلاة أم نسيت؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما يقول ذو اليدين؟ قالوا صدق (الخ) وفي الخبر وفي رواية أبي هريرة عن ذي اليدين كلام ليس محل نقله فليطلب من محله.
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»