الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ١٨٦
تاريخه قال: وظهر أمر رجل يعرف بالحلاج يقال له الحسين بن منصور وكان في حبس السلطان بسعاية وقعت في وزارة علي بن عيسى الأربلي وذكر عنه ضروب من الزندقة ووضع الحيل على تضليل الناس من جهات تشبه الشعوذة والسحر وادعاء النبوة فكشفه علي بن عيسى عند قبضه عليه وأنهى خبره إلى السلطان يعني المقتدر بالله فلم يقر بما رمي به من ذلك وعاقبه وصلبه حيا أياما متوالية في رحبة الجسر في كل يوم غدوة وينادي عليه بما ذكر عنه ثم ينزل به ثم يحبس فأقام في الحبس سنين كثيرة ينقل من حبس إلى حبس حتى حبس بآخره في دار السلطان فاستغوى جماعة من غلمان السلطان وموه عليهم واستمالهم بضروب من حيله حتى صاروا يحمونه ويدفعون عنه ويرفهونه، ثم راسل جماعة من الكتاب وغيرهم ببغداد وغيرها فاستجابوا له، وترقى به الامر حتى ذكر انه ادعى الربوبية، وسعى بجماعة من أصحابه إلى السلطان فقبض عليهم ووجد عند بعضهم كتبا له تدل على تصديق ما ذكر عنه (1) وأقر بعضهم بلسانه بذلك وانتشر خبره وتكلم الناس في قتله فأمر أمير المؤمنين بتسليمه إلى حامد بن العباس وأمر ان يكشفه بحضرة القضاة ويجمع بينه وبين أصحابه فجرى بذلك خطوب طوال، ثم استيقن السلطان أمره ووقف على ما ذكر له عنه فأمر بقتله وإحراقه بالنار فأحضر مجلس الشرطة بالجانب الغربي يوم الثلاثاء لسبع بقين من ذي القعدة سنة 309 (شط) فضرب بالسياط نحوا من ألف سوط وقطعت يداه ورجلاه وضربت عنقه وحرقت جثته بالنار ونصب رأسه على سور السجن الجديد وعلقت يداه ورجلاه إلى جانب رأسه، إنتهى ما نقلناه من تاريخ بغداد.

(1) مثل ان فتشوا مخلاة رجل كان لا يفارقها بالليل والنهار فوجدوا كتاب للحلاج عنوانه: من الرحمن الرحيم إلى فلان بن فلان وقال ابن النديم وكان في كتبه اني مغرق قوم نوح ومهلك عاد وثمود.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»