الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ٢ - الصفحة ١٨٥
آية من كتاب الله فقال: يمكنني ان أؤلف مثله وأتكلم به، فقال أبو زرعة سمعت أبا يعقوب الأقطع يقول: زوجت ابنتي من الحسين بن منصور لما رأيت من حسن طريقته واجتهاده فبان لي بعد مدة يسيرة انه ساحر محتال خبيث كافر ثم ذكر الخطيب عن الحلاج حكايات من الحيل لا يسع المقام نقلها.
ثم قال: أخبرنا علي بن أبي عن أبي الحسن أحمد بن يوسف الأزرق ان الحسين بن منصور الحلاج لما قدم بغداد يدعو استغوى كثيرا من الناس والرؤساء وكان طعنه في الرافضة أقوى لدخوله من طريقهم، فراسل أبا سهل بن نوبخت يستغويه، وكان أبو سهل من بينهم مثقفا (أي حاذقا) فهما فطنا فقال أبو سهل لرسوله هذه المعجزات التي يظهرها قد تأتي فيها الحيل ولكن انا رجل غزل (1) ولا لذة لي أكبر من النساء وخلوتي بهن وأنا مبتلى بالصلع حتى اني أطول قحفي وأخذ به إلى حبيبتي وأشده بالعمامة واحتال فيه بحيل ومبتلى بالخضاب لستر الشيب فان جعل لي شعرا ورد لحيتي سوداء بلا خضاب آمنت بما يدعوني إليه كائنا ما كان إن شاء قلت إنه باب الامام وإن شاء قلت إنه الامام وإن شاء قلت إنه النبي وإن شاء قلت إنه الله، قال: فلما سمع الحلاج جوابه أيس منه وكف عنه.
أقول وذكر ما يقرب من ذلك الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة وذكر ان الحلاج بعد ذلك سار إلى قم وكتب إلى قرابة علي بن بابويه يستدعيه ويستدعى ابن بابويه ويقول: أنا رسول الامام ووكيله فلما وقع الكتاب في يد ابن بابويه خرقه وأمر باخراج الحلاج من داره متذللا، فخرج الحلاج من قم.
قال الخطيب: أنبأنا إبراهيم بن مخلد أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي في

(1) مغازلة النساء محادثتهن والاسم الغزل محركة.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»