خلكان: ان هذه القصة ذكرها أبو الفرج بن الجوزي بأبسط من ذلك، والمتمناة هي الفارعة أم الحجاج ولما تمنت وكانت تحت المغيرة بن شعبة وقال: وكان للحجاج في القتل وسفك الدماء والعقوبات غرائب لم يسمع بمثلها، ثم قال إنه أراد التشبيه بزياد بن أبيه في ذلك وزياد أراد التشبيه بعمر.
واخبار الحجاج كثيرة وشرحها يطول وليس مجال ذكرها. وهو الذي بنى مدينة واسط وكان شروعه في بنائها سنة 84 وفرغ منها سنة 86 وانما سماها واسط لأنها بين البصرة والكوفة وكان أخوه محمد والي اليمن. حكي ان الحجاج رأى في منامه ان عينيه قلعتا وكانت تحته هند بنت المهلب بن أبي صفرة وهند بنت أسماء ابن خارجة فطلق الهندين اعتقادا ان رؤياه تتأول بهما، فلم يلبث ان جاء نعي أخيه من اليمن في اليوم الذي مات فيه ابنه محمد، فقال والله هذا تأويل رؤياي محمد ومحمد في يوم واحد إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قال من يقول شعرا يسليني به فقال الفرزدق:
إن الرزية لا رزية مثلها * فقدان مثل محمد ومحمد ملكان قد خلت المنابر منهما * اخذ الحمام عليهما بالمرصد وكانت وفاة أخيه محمد لليال خلت من رجب سنة 91 (صا). وتوفي الحجاج سنة 95، قال المسعودي: مات الحجاج سنة خمس وتسعين وهو ابن أربع وخمسين سنة بواسط (1) العراق وكان تأمره على الناس عشرين سنة، وأحصي من قتله صبرا سوى من قتل في عساكره وحروبه فوجد مائة الف وعشرين ألفا مات وفي حبسه خمسون الف رجل وثلاثون الف امرأة منهن ستة عشر الف مجردة وكان يحبس النساء والرجال في موضع واحد، ولم يكن للحبس ستر يستر الناس من الشمس في الصيف ولا من المطر والبرد في الشتاء، وكان له غير ذلك من العذاب، وذكر