ذلك من الفيلة فاشتراه رجل من أهل الحيرة فكان عنده يريه الناس ويجلله ويطوف به في القرى، فرغبت في النظر إليه أم أيوب بنت عمارة بن عقبة بن أبي معيط امرأة المغيرة بن شعبة وهي التي خلف عليها من بعده زياد بن أبيه وكانت أحبت النظر إليه وهي تنزل دار أبيها فاتي به ووقف على باب المسجد الذي يدعى اليوم باب الفيل، فجعلت تنظر إليه ووهبت لصاحبه شيئا وصرفته فلم يخط إلا خطى يسيرة حتى سقط ميتا، فسمي الباب باب الفيل وقيل غير ذلك، وهذا أثبت. توفي ابن حنبل سنة 241 (مار) ببغداد ودفن بمقبرة باب حرب المنسوب إلى حرب بن عبد الله أحد أصحاب المنصور الدوانيقي.
قال المسعودي وحضر جنازته خلق من الناس لم ير مثل ذلك اليوم والاجتماع في جنازة من سلف قبله وكان للعامة فيه كلام كثير جرى بينهم بالعكس والضد في الأمور منها ان رجلا منهم كان ينادي العنوا الواقف عند الشبهات وهذا بالضد عما جاء عن صاحب الشريعة " ع " في ذلك وكان عظيم من عظمائهم ومقدم فيهم يقف موقفا بعد موقف امام الجنازة وينادي بأعلى صوته:
واظلمت الدنيا لفقد محمد * واظلمت الدنيا لفقد ابن حنبل وفي العبقات نقلا عن ابن حاتم قال: سمعت أبا زرعة يقول بلغني ان المتوكل أمر ان يمسح الموضع الذي وقف الناس فيه للصلاة على أحمد بن حنبل فبلغ مقامهم مقام ألفي الف نفس وخمسمائة الف انتهى.
(ابن حنزابة) أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات كان وزير بنى الإخشيد بمصر مدة وكان عالما محبا للعلماء وكان يملي الحديث بمصر وهو وزير وقصده الأفاضل من البلدان الشاسعة وحكي ان المتنبي لما قصد مصر ومدح كافورا مدح الوزير أبا الفضل المذكور بقصيدته التي أولها (باد هواك