الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٢٦٠
انه ركب يوما يريد الجمعة فسمع ضجة فقال ما هذا؟ فقيل له المحبوسين يضجون ويشكون ما هم فيه من البلاء فالتفت إلى ناحيتهم وقال (اخسأوا فيها ولا تكلمون) فيقال انه مات في تلك الجمعة ولم يركب بعد تلك الركبة انتهى.
وعن تأريخ ابن الجوزي: كان سجنه حائطا محوطا لا سقف له فإذا آوى المسجونون إلى الجدران يستظلون بها من حر الشمس رمتهم الحراس بالحجارة وكان يطعمهم خبز الشعير مخلوطا بالملح والرماد وكان لا يلبث الرجل في سجنه إلا يسيرا حيت يسود الرجل ويصير كأنه زنجي حتى أن غلاما حبس فيه فجاءت إليه أمه بعد أيام تتعرف خبره فلما تقدم إليها أنكرته وقالت ليس هذا ابني، هذا بعض الزنج فقال لا والله يا أماه أنت فلانة بنت فلانة وأبى فلان فلما عرفته شهقت شهقة كان فيها نفسها انتهى.
ذكر المسعودي انه: قال سليمان بن عبد الملك بن مروان ليزيد بن أبي مسلم كاتب الحجاج عزمت عليك لتخبرني عن الحجاج ما ظنك به؟ أتراه يهوي بعد في جهنم أم قد استقر فيها؟ قال يا أمير المؤمنين لا تقل هذا في الحجاج فقد بذل لكم نصحه وأحقن دونكم دمه وآمن وليكم وأخاف عدوكم وانه ليوم القيامة لعن يمين أبيك عبد الملك ويسار أخيك الوليد فاجعله حيث شئت فصاح سليمان اخرج عنى إلى لعنة الله انتهى.
وعن الدميري قال: ويحكى عن شيخ العارفين قطب الزمان عبد القادر الجيلاني قال عثر الحجاج ولم يكن له من يأخذ بيده ولو أدركت زمانه لاخذت بيده.
(أقول) يأتي في الأشعث والأعشى اخبار أمير المؤمنين عليه السلام عن الحجاج وتأمره.
(ابن حجة) يطلق على رجلين (أحدهما) أحمد بن محمد القرطبي المقري النحوي المحدث صاحب الجمع بين الصحيحين المتوفى سنة 643 (حمج). و (ثانيهما) تقي الدين
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»