الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٢٦٣
ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف كما مر قال ولا تنافي إذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرها اهتماما بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة إلى آخر كلامه، وحسب أئمة العترة الطاهرة ان يكونوا عند الله وعند رسول الله بمنزلة الكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وكفى بذلك حجة تؤخذ بالأعناق إلى التعبد بمذهبهم فان المسلم لا يرتضي بكتاب الله بدلا فكيف يبتغي عن اعداله حولا؟ على أن المفهوم من قوله صلى الله عليه وآله: انى تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي انما هو ضلال من لم يستمسك بهما معا. كما لا يخفى ويؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وآله في حديث الثقلين عند الطبراني: فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم.
قال ابن حجر وفي قوله صلى الله عليه وآله فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم، دليل على أن من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف الدينية كان مقدما على غيره إلى آخر كلامه فراجعه في باب وصية النبي صلى الله عليه وآله بهم من الصواعق ص 135 ثم سله لماذا قدم الأشعري عليهم عليهم السلام في أصول الدين والفقهاء الأربعة في الفروع، وكيف قدم في الحديث عليهم عمران بن حطان وأمثاله من الخوارج؟ وقدم في التفسير عليهم مقاتل بن سليمان المرجي المجسم وقدم في علم الأخلاق والسلوك وأدواء النفس وعلاجها معروفا وأضرابه، وكيف اخر في الخلافة العامة والنيابة عن النبي أخاه ووليه الذي لا يؤدي عنه سواه؟ ثم قدم أبناء الوزغ على أبناء رسول الله ومن أعرض عن العترة الطاهرة في كل ما ذكرناه من المراتب العلية والوظائف الدينية واقتفى فيها مخالفيهم فما عسى ان يصنع بصحاح الثقلين وأمثالها وكيف يتسنى له القول بأنه متمسك بالعترة الطاهرة وراكب سفينتها وداخل باب حطتها انتهى.
(ابن الحداد) أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الكناني المصري الفقيه الشافعي صاحب كتاب
(٢٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 ... » »»