الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٢٥٢
أهل خراسان على المنصور فوثبوا عليه وجرت مقتلة عظمية بينهم وبين أصحاب المنصور بالهاشمية وهي مدينة بناها السفاح بالقرب من الكوفة فخرج معن معتما متلثما وقاتل قدام المنصور قتالا شديدا أبان فيه عن نجدة وشهامة وفرقهم، فلما أفرج عن المنصور قال له من أنت؟ فكشف لثامه، وقال: انا طلبتك يا أمير المؤمنين معن بن زائدة. فأمنه المنصور وأكرمه وحباه، وكساه ورتبه وصار من خواصه.
حكي انه دخل معن بعد ذلك بأيام على المنصور فلما نظر إليه قال هيه يا معن تعطي مروان بن أبي حفصة ألف درهم على قوله:
معن بن زائدة الذي زيدت به * شرفا على شرف بنو شيبان فقال كلا يا أمير المؤمنين انما أعطيته على قوله في هذه القصيدة:
ما زلت يوم الهاشمية معلنا * بالسيف دون خليفة الرحمن فمنعت حوزته وكنت وقاءه * ومن وقع كل مهند وسنان فقال أحسنت يا معن، وولى سجستان في أواخر عمره وانتقل إليها، وقصده الشعراء بها فلما كان سنة 151 أو بعده، كان في داره صناع يعملون له فاندس بينهم قوم من الخوارج فقتلوه بسجستان وهو يحتجم ثم تبعهم ابن أخيه يزيد بن مزيد بن زائدة فقتلهم بأسرهم، وكان قتله بمدينة بست. ولما قتل معن رثته الشعراء بأحسن المراثي، فمن ذلك قول مروان بن أبي حفصة:
مضى لسبيله معن وأبقى * مكارم لن تبيد ولن تنالا وكان الناس كلهم لمعن * إلى أن زار حفرته عيالا مضى من كان يحمل كل ثقل * ويسبق فضل نائلة السؤالا

نعشا وأوهموا انهم اجتمعوا الجنازة فلما وصلوا باب السجن رموا النعش وكسروا باب السجن وأخرجوا أصحابهم وتجمعوا نحو ستمائة نفر وأتوا باب المنصور ماشيا واجتمع عليه الناس وكان معن بن زائدة متخفيا منه فخرج وقاتل معه الزنادقة فانكسرت الزنادقة وقتلوا عن آخرهم.
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»