الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٢٤٧
كيف أثبت الألف في (تصبرا) مع وجود لم الجازمة؟ وكان من حقه ان تقول (لم تصبر) فقال المتنبي لو كان أبو الفتح هاهنا لأجابك يعنيني وهذه الألف هي بدل من نون التأكيد الخفيفة كان في الأصل (لم تصبرن) ونون التأكيد الخفيفة إذا وقف الناس عليها أبدل منها ألفا.
قال الأعشى: (ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا). وكان الأصل فاعبدن فلما وقف اتى بالألف بدلا انتهى.
وكتاب لمعه كتب في النحو مشهور شرحه جماعة من الاعلام الصدور.
توفي ليلتين بقيتا من صفر سنة 392 (شصب) ودفن بالشونيزي الذي هو من جملة مقابر بغداد عند قبر أستاذه الشيخ أبى علي الفارسي.
(ابن الجنيد) انظر الإسكافي (ابن الجوزي) أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد البكري الحنبلي الفاضل المتتبع كان له يد طولى في التفسير والحديث وصناعة الوعظ وفي كل العلوم. صنف في فنون عديدة، يقال انه جمعت براءة أقلامه التي كتب بها الحديث فحصل منها شئ ء كثير وأوصى ان يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته ففعل ذلك فكفت وفضل منها.
وكان رأس الأذكياء، وله حكايات طريفة منها ما يحكى: انه وقع النزاع بين أهل السنة والشيعة في المفاضلة بين أبى بكر وأمير المؤمنين علي فرضي الكل بما يجيب به أبو الفرج عن ذلك فأقاموا شخصا سأله عن ذلك وهو على الكرسي في مجلس وعظه فقال: أفضلهما بعد النبي صلى الله عليه وآله من كانت ابنته تحته. ونزل في الحال حتى لا يراجع في ذلك. وهذه من لطائف الأجوبة. وكان لا يراعي أحدا في ذكر نقائصه ومطاعنه، وقد طعن في كتاب تلبيس إبليس على الغزالي في مشيه على طريق الصوفية، وذكره في الاحياء مالا ينبغي للعالم ذكره، كذكره حكاية سارق الحمام في تعليم
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»