الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٢٥٠
ولكن أبي قد كان جارا لامه * فلما ادعى الاشعار أوهمني أمرا (أقول): مروان بن أبي حفصة هو سليمان بن يحيى بن أبي حفصة يزيد الشاعر المشهور، قيل كان جده أبو حفصة مولى مروان بن الحكم. ومروان بن أبي حفصة كان من أهل اليمامة قدم بغداد ومدح المهدي وهارون الرشيد، وكان يتقرب إلى الرشيد بهجاء العلويين، وكان شاعر معن بن زائدة الشيباني. قيا ان أجود ما قاله مروان قصيدته اللامية التي فضل بها على شعراء زمانه يمدح فيها معن بن زائدة، ويقال انه اخذ منه عليها مالا كثيرا لا يقدر قدره ومن تلك القصيدة قوله:
بنو مطر (1) يوم اللقاء كأنهم * اسود لهم في بطن خفان أشبل تجنب لا في القول حتى كأنه * حرام عليه قول لا حين يسأل تشابه يوماه علينا فأشكلا * فلا نحن ندري أي يوميه أفضل أيوم نداه الغمر أم يوم بؤسه * وما منهما إلا أعز محجل بهاليل في الاسلام سادوا ولم يكن * كأولهم في الجاهلية أول هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا * أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا وما يستطيع الفاعلون فعالهم * وإن أحسنوا في النائبات وأجزلوا (2) توفي ببغداد سنة 181 أو سنة 182، ومعن بن زائدة الشيباني أبو الوليد أحد الأسخياء المعروفين كان من أصحاب يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق في الدولة الأموية وكان مختصا به فلما انتقلت الدولة إلى بني العباس وقتل يزيد خاف معن من أبى جعفر المنصور فاستتر عنه مدة، وجرى له مدة استتاره غرائب، فمن ذلك ما حكاه مروان بن أبي حفصة قال: قال معن ان المنصور جد في طلبي وجعل لمن

(1) بنو مطر معن بن زائدة بن عبيد الله بن زائدة بن مطر بن شريك المنتهي نسبه إلى ذهل بن شيبان.
(2) ومن شعر مروان بن أبي حفصة أيضا:
وإذا جهلت من امرئ أعراقه * وقديمه فانظر إلى ما يصنع
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»