الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ٢٣٢
من قام إلى ذلك حتى إذا صلى العصر انصرف وعاد بالغد مثلها سبعة أيام ثم سير الرأس الشريف إلى مصر فنصب بالجامع فسرقه أهل مصر ودفنوه في مسجد محرس الخصي.
قال ابن خلكان: ذكر أبو عمرو الكندي في كتاب أمراء مصر ان أبا الحكم ابن أبي الأبيض القيسي قدم إلى مصر برأس زيد بن علي يوم الاحد لعشر خلون من جمادي الآخرة سنة 122 (قكب) واجتمع إليه الناس في المسجد وهو صاحب المشهد الذي بين مصر وبركة قارون بالقرب من جامع ابن طولون يقال ان رأسه مدفون به.
حكي انه لما قتل زيد نصب هشام بن عبد الملك العداوة لآل أبى طالب وشيعتهم، وامر عماله بالتضييق عليهم ومحق آثارهم بالحبس والتبعيد عن الأوطان والفتك بهم وحرمانهم عطاءهم، وكتب إلى عامله بالكوفة يوسف بن عمران يأخذ الكميت بن زيد الأسدي ويقطع لسانه ويده لأنه رثى زيد بن علي بقصيدة وفيها يمدح بني هاشم، وزاد على ذلك أن كلف آل أبي طالب بالبراءة من زيد فقام بذلك خطباؤهم مكرهين مقهورين. وكتب هشام إلى عامل المدينة ان يمنع أهل مكة والمدينة عطاءهم سنة لأنه عرف منهم الميل إلى زيد وأظهروا الحزن أيام مجئ خبره وكتب أيضا إلى عامل المدينة ان يحبس قوما من بني هاشم ويعرضهم كل أسبوع مرة ويقيم لهم الكفلاء ألا يخرجوا. فقال الفضل بن عبد الرحمن ابن العباس بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب من قصيدة طويلة:
كلما أحدثوا بأرض نقيقا * ضمنونا السجون أو سيرونا قتلونا بغير ذنب إليهم * قاتل الله أمة قتلونا ما رعوا حقنا ولا حفظوا * فينا وصاة الاله بالأقربينا جعلونا أدنى عدو إليهم * فهم في دمائهم يسبحونا أنكروا حقنا وجاروا علينا * وعلى غير إحنة أبغضونا
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»