الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ١٨٣
وكان صخر المذكور قد حصر محاربة بنى أسد فطعنه ربيعة بن ثور الأسدي فادخل بعض حلقات الدرع في جنبه وبقي مدة حول في أشد ما يكون من المرض وأمه وزوجته سليمى تمرضانه فضجرت زوجته منه فمرت بها امرأة فسألتها عن حاله فقالت لا هو حي فيرجى ولا ميت فينسى فسمعها صخر فأنشد:
أرى أم صخر لا تمل عيادتي * وملت سليمى مضجعي ومكاني وما كنت أخشى ان أكون جنازة * عليك ومن يغتر بالحدثان لعمري لقد نبهت من كان نائما * وأسمعت من كانت له أذنان وأي امرئ ساوى بأم حليلة * فلا عاش إلا في شقى وهوان أهم بأمر الحزم لو أستطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان فللموت خير من حياة كأنها * معرس يعسوب برأس سنان والعسكري بفتح العين وسكون السين وفتح الكاف نسبة إلى عدة مواضع أشهرها عسكر مكرم وهي مدينة من كور الأهواز، ومكرم الذي تنسب إليه مكرم الباهلي وهو أول من اختطها. قال الفيروز آبادي في القاموس: العسكر الجمع والكثير من كل شئ، وعسكر محلة بنيسابور، ومحلة بمصر، وبلد بخوزستان، واسم سر من رأى واليه نسب العسكريان أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر وولده الحسن " ع " وما تابعها انتهى ملخصا.
(أقول) وفي الاثني عشرية المنسوبة إلى الخواجة نصير الدين الطوسي عبر عن موسى بن جعفر " ع " بقائد العسكر والجيش المدفون بمقابر قريش، وقد سئلت قديما عن وجه ذلك فلم اهتد له ولم أر من أجاب عن ذلك إلى أن ألهمت له، وحاصله انه عبر عنه بذلك، لأنه عليه السلام جلس يوم نيروز مجلس المنصور للتهنئة، ودخل عليه العساكر والجنود والامراء والجيوش يهنئونه ويحملون إليه الهدايا، ولم يتفق مثل ذلك لأحد من آبائه وأبنائه عليهم السلام.
وهذه قصته بنقل ابن شهرآشوب. حكي ان المنصور تقدم إلى موسى بن
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»