الكنى والألقاب - الشيخ عباس القمي - ج ١ - الصفحة ١٨٤
جعفر " ع " الجلوس للتهنئة في يوم النيروز وقبض ما يحمل إليه، فقال: إني قد فتشت الاخبار عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله فلم أجد لهذا العيد خبرا، وإنه سنة الفرس ومحاها الاسلام، ومعاذ الله ان نحيي ما محاها الاسلام. فقال المنصور: انما هذا سياسة للجند فسألتك بالله العظيم إلا ما جلست مجلسي، فجلس " ع "، ودخلت عليه الملوك والامراء والأجناد يهنونه ويحملون إليه الهدايا والتحف وعلى رأسه خادم المنصور يحصي ما يحمل (الخبر).
(أبو الهيثم بن التيهان) بتقديم التاء المفتوحة على الياء المشددة المكسورة اسمه مالك، وهو من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين " ع " وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها، ويظهر من الروايات غاية اخلاصه وكثرة جلالته، وانه كان من الأتقياء وقتل مع مع علي بصفين سنة 37، قال أمير المؤمنين " ع " في خطبة له: أيها الناس انى قد بثثت لكم المواعظ التي وعظ بها الأنبياء أممهم، وأديت إليكم ما أدى الأوصياء إلى من بعدهم، وأدبتكم بسوطي فلم تستقيموا، وحدوتكم بالزواجر فلم تستوثقوا لله أنتم، أتتوقعون إماما غيري يطأ بكم الطريق ويرشدكم السبيل؟ ألا انه قد أدبر من الدنيا ما كان مقبلا، واقبل منها من كان مدبرا، وأزمع الترحال عباد الله الاخبار، وباعوا قليلا من الدنيا لا يبقى بكثير من الآخرة لا يفنى، ماضر إخواننا الذين سفكت دماؤهم وهم بصفين ألا يكونوا اليوم احياء يسيغون الغصص ويشربون الرنق، قد والله لقوا الله فوفاهم أجورهم، وأحلهم دار الامن بعد خوفهم، أين إخواني الذين ركبوا الطريق ومضوا على الحق؟ أين عمار؟ وأين ابن التيهان؟ وأين ذو الشهادتين؟ وأين نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة؟ قال ثم ضرب " ع " يده على لحيته وأطال البكاء ثم قال أوه على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه، وتدبروا الفرض فأقاموه، وأحيوا
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»